كشف الأمير السعودي "بندر بن سلطان" عن تفاصيل لقائه بآخر زعيم للاتحاد السوفيتي "ميخائيل غورباتشوف" في أروقة الأمم المتحدة، موضحا أن الأخير ظهر بموقفين متناقضين تماما.

وقال "بن سلطان" الذي شغل فى السابق منصب سفير الرياض فى واشنطن - في حواره مع صحيفة "الإندبندنت" العربية- إنه عندما دخل المكان المخصص للاجتماع بـ"غورباتشوف" في نيويورك على هامش أحد دورات الأمم المتحدة لبحث قضية أفغانستان، وجد الزعيم الروسي محاطا بعدد كبير من المسؤولين المدنيين والعسكريين.  

وأضاف الأمير السعودي: "قبل أن نبدأ بالمجاملات المعتادة، قال (غورباتشوف) أنا أود أن أحذر المملكة، فما تقومون به في أفغانستان سيكلفكم كثيرا".

ورد "بندر بن سلطان" بأنه نقل إليه تحيات العاهل السعودي، عقب ذلك أخبره "غورباتشوف" بأن "لديهم معلومات مؤكدة بأن المملكة تدعم المجاهدين الأفغان بحوالي 200 مليون دولار سنويا".

ورد الأمير السعودي على زعيم الاتحاد السوفيتي قائلا: "هذا غير صحيح"، فما كان من "غورباتشوف"، وفق الرواية، إلا أن قام وطرق على الطاولة بغضب مرددا: "نحن معلوماتنا مؤكدة وستتحملون نتائج وخيمة لذلك".

وعندها خاطب "بندر بن سلطان" الزعيم السوفيتي قائلا: "يا فخامة الرئيس، نحن لا ندعم المجاهدين بـ200 مليون، نحن ندعمهم بـ400 مليون دولار، ولدينا الاستعداد لدعمهم بـ600 مليون أو حتى أكثر من ذلك، نحن ندفع أموالا وأنتم تخسرون جنودكم، أنصحكم بالخروج من أفغانستان".

وحينذاك، طلب "غورباتشوف" الانفراد بالأمير السعودي، وحين أصبحا وجها لوجه، روى "بندر بن سلطان" أن زعيم الاتحاد السوفيتي إذا به يندفع "نحوي وظننت أنه سيعتدي علي".

وتابع "وإذا به يأخذني بالأحضان ويقول: أود أن أطلب منكم إعادة تكرار هذا الموقف والإصرار عليه، فأنا منذ فترة أحاول إقناع اللجنة المركزية في الحزب والقيادات العسكرية بالانسحاب من أفغانستان دون جدوى".

وأعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب كافّة قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير/شباط 1989، بعد حرب استمرت 10 أعوام.