استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أزمة الهوية في فرنسا

الجمعة 1 مارس 2019 09:03 ص

أزمة الهوية في فرنسا

رأى مثقفون في الحملة التي تُشن ضد المسلمين علامة على أن البلاد تمر بأزمة حقيقية!

كيف يمكن لبلد أوروبي أن لا يرى من مشاكله القائمة إلا غطاء للرأس يخص مكونا من مكونات المجتمع الفرنسي؟

تؤدي الدعوات المتطرفة لتنامٍ النزعات العنصرية التي تدعم رصيد اليمين المتطرف في الانتخابات القادمة.

*     *     *

أثار إعلانٌ عن تسويق شركة للمعدات الرياضية الفرنسية لغطاء للرأس خاص بالمسلمات عاصفة من ردود الأفعال المحلية التي غطت على الساحة الإعلامية خلال الأسبوع الفارط ولاتزال تتفاعل إلى اليوم.

فقد وجد السياسيون والمتطرفون في الحدث فرصة نادرة من أجل صرف أنظار الرأي العام الفرنسي عن مطالب السترات الصفراء وعن الأزمة الاجتماعية التي تعيشها البلاد منذ مطلع السنة.

فردود الأفعال والتصريحات المهاجمة للشركة لم تخل من عنصرية ومن تهجم على العرب والمسلمين خاصة بعد الجدل الذي أثاره القانون الجديد حول معاداة الصهيونية في فرنسا ومساواتها بمعاداة السامية.

هذا الأمر يعيد إلى أذهان نزوع النخب الفرنسية إلى تحريك موضوع الهوية كلما وقعت البلاد في أزمة من الأزمات من أجل البحث عن موضوع يوحد الجبهة الداخلية.

ولما كان المهاجرون بشكل عام والمسلمون بشكل خاص يشكلون الحلقة الأضعف في النسيج الاجتماعي الفرنسي فإن أغلب الجبهات تُفتح ضدهم باعتبارهم الخطر الذي يهدد البلاد ويهدد هويتها وتلاحم مكوناتها.

بعض المثقفين رأى في الحملة التي تُشن ضد المسلمين علامة على أن البلاد تمر بأزمة حقيقية وتساءل قائلا: كيف يمكن لبلد أوروبي أن لا يرى من كل مشاكله القائمة إلا غطاء للرأس يخص مكونا من مكونات المجتمع الفرنسي؟

لابد من التذكير بأن فرنسا تعدّ من أكثر الدول الأوروبية التي تثار فيها مسائل الهوية والانتماء بهذا الشكل الذي صار يطرح كثيرا من الأسئلة حول قدرتها فعلا على تخطي هذا الحاجز النفسي والسياسي.

فالأمر يتعلق بأجيال من المهاجرين الذي صاروا جزءاً لا ينفصل من النسيج الاجتماعي للدولة بل إنهم يعتبرون من القوى النشطة في الاقتصاد الفرنسي بما يوفرونه من خبرات ومن يد عاملة تعدّ الرافعة البشرية لمعظم الأنشطة الاقتصادية.

لكن من جهة أخرى يبدو صراع الهوية في عمقه أداة لصراع سياسي أعمق بين مكونات الطيف السياسي الفرنسي حيث يعمد اليمين المتطرف والجماعات المرتبطة باللوبي الصهيوني إلى الاستثمار في الأحداث العابرة من أجل العودة إلى المشهد السياسي المرتبك أصلا.

ففرنسا التي تمر بأزمة اجتماعية خانقة ناجمة عن تراجع القدرة الشرائية وارتفاع نسب البطالة ووصول الضرائب إلى معدلات مرتفعة مقارنة بالرواتب المتوسطة تشهد عودة حثيثة إلى الخطاب الشعبوي الذي وجد طريقه إلى الساحة الفرنسية.

لكن الأخطر من كل ذلك هو ما يمكن أن ينتج عن هذه الدعوات المتطرفة من تنامٍ للنزعات العنصرية التي قد تساعد على دعم رصيد اليمين المتطرف في الانتخابات القادمة.

* د. محمد هنيد أكاديمي تونسي، أستاذ السياسة بجامعة السوربون، باريس.

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية

فرنسا أزمة هوية غطاء الرأس المهاجرون المسلمون أزمة اجتماعية السترات الصفراء حملة ضد المسلمين معاداة الصهيونية معاداة السامية خطاب شعبوي اليمين المتطرف اللوبي الصهيوني