مفتي مصر: الإسلام حدد ذمة مالية مستقلة للمرأة تنفقها بحرية

الأحد 3 مارس 2019 10:03 ص

قال مفتي مصر "شوقي علام" إن للزوج ذمة مالية مستقلة عن زوجته، وإن للزوجة كذلك ذمة مالية مستقلة عن زوجها، وهو ما لا يستوجب عليها أن تتركها تحت تصرف زوجها.

وتابع أنه لا يترتب على الزواج في الشريعة الإسلامية اندماج مالية أحد الزوجين مع مالية الآخر، سواء الأموال السائلة أو الأملاك أو غير ذلك من صور المال المختلفة.

وأوضح "علام" أن "الذمة هي وعاء أو إناء اعتباري غير مرئي أو كما يعبر عنه العلماء بأنه وعاء حكمي أو تقديري"، مضيفا أن "هذا الوعاء الاعتباري المقَدَّر وجوده لدى الإنسان تستقر فيه الواجبات والحقوق جميعًا، سواء كانت حقًّا لله تعالى أو حقًّا للعباد، مالية أو غير مالية كما قال العلماء قديمًا كالإمام الحطاب المالكي".

واسترسل قائلا إنه قد وافقهم على ذلك "جهابذة القانون المدني المصري المعاصر بما يؤكد على الاتفاق الشرعي والقانوني حول هذا المعنى"، لافتا إلى أنه "بمقتضى هذه الذمة يحق للإنسان التصرف فيما يملك ما توافرت الضوابط والمعايير القانونية المنسجمة أيضًا مع الشرع الحنيف، كتوافر شروط الخلو من الآفات العقلية التي تمنع من التصرف في المال على نحو سليم أو عدم الرشد".

وحول الذمة المالية للمرأة، أوضح مفتي الديار المصرية في برنامج "مع المفتي"، أن الإسلام جعل للمرأة ذمة مالية مستقلة، وأثبت لها حقها في التملك والتصرف في أموالها وأملاكها كيفما شاءت، ولا علاقة لأحد في تصرفها في مالها، ولا يحق لأحد أن يعقب عليها إلا من باب النصح فقط.

وأوضح أنه لم يكن لمثل هذا التشريع وجود قبل الإسلام، فكانت المرأة قبل الإسلام تُمنع من التصرف في أموالها، فأعطاها الإسلام حق التملك، والإجارة، والبيع، والشراء، وسائر العقود، وجعل لها ذمتها المالية المنفصلة.

وذكر أن "من مظاهر إنصاف الشريعة الإسلامية للمرأة وإعلاء مكانتها وشأنها بعدما كانت مسلوبة الحقوق والميراث قبل الإسلام أن جعل لها صَداقها كاملًا، بحيث تكون مالكة له لا يُشارِكها فيه أحَد، وكذلك منع الإسلام الزوج أن يأخذ من مالها شيئا إلا بطيب نفس منها، مشددا على أنه لا يحق للزوج أو الزوجة أن يتحكم أحدهما في تصرفات الآخر المالية.

كما لا يعطي الشرع لأحدهما حقا ماليا فوق ما حدده الشرع الشريف كالذي يجب على الزوج لزوجته من مهر عند الزواج، وما يجب عليه من النفقة لها ولأولاده منها، وما يجب عليه لها في حال الطلاق من نفقات أو حقوق.

واختتم "علام" حواره قائلا: "برغم وجود ذمة مالية مستقلة للمرأة وحرية في التصرف؛ فهذا لا يمنع دعم المرأة لزوجها وبيتها؛ فإن ذلك يعد لونا من ألوان التضحية والعطاء تستقر به الأسرة، ويطلب منها ذلك على جهة طيب الخاطر وحسن الإيثار وابتغاء ثواب الله تعالى لها على ذلك؛ وهذا ما تؤمن به المرأة المصرية على مر العصور".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ذمة مالية نساء زواج المرأة الإسلام المرأة في الإسلام