للمرة الأولى.. وزارة للأجيال القادمة ومستقبل من لم يولدوا بعد

الاثنين 4 مارس 2019 08:03 ص

من قال إنه يجب على المواطنين أن يتم تمثيلهم رسميا بعد وجودهم، حيث بات بالإمكان الآن أن يتم تمثيل الأشخاص الذين لم يولدوا بعد في ويلز البريطانية.

وتمتلك المواطنة الويلزية "صوفي هوي"، العاملة كموظفة عامة، جمهورا من المواطنين "المميزين" تعنى بخدمتهم، فالأشخاص الذين تمثلهم غير متواجدين أو متفاعلين، كما لا يعبرون عن آرائهم أو يبدون أي تعليق أو تقييم لعمل "صوفي" التي تمثلهم.

ولأن ناخبيها لم يولدوا بعد، أصبحت "صوفي" هي أول مفوضة لشؤون أجيال المستقبل، والوحيدة في العالم، حيث تتمتع بصلاحيات قانونية لتمثيل مواطني ويلز الذين لم يولدوا بعد.

ما يتهدد الأجيال المقبلة

وحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، يوجد الكثير من القضايا التي يمكن الدفاع عنها في جعبة "صوفي".

هناك الكثير جدا من الكوارث المتعلقة بالمناخ، والحشرات، والمياه، والنمو السكاني التي تهدد بوقوع فواجع، ليس فقط للبشر الموجودين حاليا في العالم، بل ولأحفادهم كذلك.

وقد فكرت بلدان أخرى في آليات حكم جديدة تسمح بسماع صوت الأجيال المستقبلية، ومن الأمثلة البارزة على ذلك المجر وكندا، لكن لم يصل أي بلد إلى الحد الذي بلغته ويلز في تضمين القانون مبدأ استحقاق الأجيال المستقبلية صوتا عادلا للتعبير عنهم في النقاشات السياسية الحاضرة.

وتقول "صوفي" البالغة من عمرها 41 عاما، وهي نائبة سابقة لمفوض الشرطة والجرائم، ولديها 5 أبناء: "ضمنا ذلك في القانون .. ما يعني أن علينا أن نسأل كيف نترجمه إلى قرارات تتخذ يوميا في مختلف أجهزة الحكومة".

وتتولى "صوفي" الوظيفة منذ استحداثها في 2016، وتفويضها على الورق على الأقل، واضح: "ضمان عدم إضرار القرارات السياسية المتخذة اليوم بمصالح مواطني الغد في ويلز".

إسداء المشورة للحكومة

وبصفتها مفوضة، فإن مهمة "صوفي" هي إسداء المشورة للحكومة الويلزية والقطاع العام الويلزي الأوسع نطاقا، وفق ما تستلزمه التزاماتها القانونية.

وقضت "صوفي" معظم فترة بدايتها في المنصب في مساعدة الهيئات العامة الرئيسية في البلاد على وضع خطط رسمية للوفاء بالمسؤوليات الجديدة لتلك الهيئات.

لكن وظيفتها لا تقتصر على مجرد النصح والمساعدة، إذ أظهرت "صوفي" أن بإمكانها الاضطلاع بدور قوي، فعلى سبيل المثال، ركزت في الأشهر الأخيرة تركيزها على مشروع مقترح لإنشاء طريق بتكلفة 1.1 مليار جنيه إسترليني، بما يعادل 1.45 مليار دولار، حول مدينة نيوبورت لتفادي الزحام المروري.

ويؤكد داعمو المشروع أن هذا الاستثمار سيعزز النمو الاقتصادي مستقبلا، لكن في المقابل، تجادل "صوفي" بأنه سيدمر التنوع البيولوجي ويثقل كاهل مواطني ويلز الذين لم يولدوا بعد بديون هائلة، ومن المتوقع أن يحسم رئيس الوزراء الويلزي "مارك دراكفورد" قراره قريبا بشأن المشروع.

تقول "صوفي": "كان هذا المشروع صفقة منتهية تقريبا قبل تدخلي، لكن هناك الآن تفكير متمعن في ما إن كان المشروع يخدم مصالح الأجيال المستقبلية أم لا".

ويتمثل أحد المشروعات الرئيسية الأخرى في سياسة التخطيط الويلزية جديدة النهج، التي ترفع الاهتمام بفكرة الرفاهية الشاملة، وهي فكرة أساسية ضمن قانون "رفاهية الأجيال المستقبلية" لعام 2015، الذي استحدث منصبها.

صلاحيات محدودة وغياب التنفيذ

مع ذلك، فإن صلاحيات "صوفي" محدودة؛ فمنصب المفوض رقابي استشاري أكثر منه تنفيذي.

فعلى سبيل المثال، يمكنها إجبار صانعي السياسات على تبرير قراراتهم، لكن لا يمكنها منع اتخاذ تلك القرارات.

لكنها تصر على أن مجرد الإقدام على طرح الأسئلة الصعبة يحدث فارقا. فتقول: "مجرد وجود مؤسسة تواجه الوضع القائم يجعل الناس ينتبهون ويلاحظون".

كما تمتد تلك الملاحظة لما هو أبعد من ويلز كذلك، إذ أفيد بأن "لورد بيرد"، مؤسس مجلة "The Big Issue"، يدرس طرح مشروع قانون يدعو لاستحداث منصب مفوض مشابه للمملكة المتحدة ككل.

علاوة على ذلك، أرسلت حكومة نيوزيلندا مؤخرا وفدا إلى مدينة كارديف الويلزية لمعرفة المزيد عن النموذج الويلزي المبتكر. وستسافر "صوفي" في وقت لاحق من هذا الشهر فبراير/شباط إلى دبي لمشاركة تجربتها مع صانعي السياسة العالميين في القمة العالمية للحكومات.

حماية مستقبل الأجيال القادمة

وعن رسالتها الشاملة تقول "الكلام أمر مرحب به، لكن لا قيمة كبيرة له؛ حماية مستقبل أجيالنا القادمة تحتاج إلى أفعال ملموسة".

وتعترف بأن الموضوع ليس محل نقاش شائع. فاحتياجات الحاضر كثيرة والتنافس بين الحكومات على الموارد محتدم في مختلف أنحاء العالم. وبقدر ما يعترف الساسة بحقوق أجيال الستقبل، فإنهم يعرفون أيضا أن الأجيال التي لم تولد بعد لا يصوتون في الانتخابات.

وتعلق على ذلك "لا فائدة من امتلاك تلك الطموحات السامية المتلعقة بأجيال المستقبل ما لم نكن مستعدين لاتخاذ قرارات صعبة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أول وزيرة وزارة ويلز بريطانيا مستقبل سياسة أحفاد الأجيال القادمة