أوبرا لاسكالا العريقة تتعرض لانتقادات بسبب وزير الثقافة السعودي

الاثنين 4 مارس 2019 04:03 ص

وجدت دار الأوبرا المرموقة لاسكالا في ميلانو، نفسها مقحمة في أحداث درامية  خارج خشبة المسرح، بعدما أصبح رئيسها في مرمي نيران انتقادات واسعة النطاق؛ بسبب مفاوضات لمنح وزير الثقافة السعودي، "بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود"، عضوية مجلس إدارتها (مجلس الأمناء).

جاء ذلك وفق تقرير أوردته صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الإثنين.

وقال "ألكسندر بيريرا"، المدير التنفيذي النمساوي، والمخرج الفني للمسرح الذي يرجع له الفضل في جلب المزيد من الرعاة، وإنشاء ميزانية عمومية أكثر تعافيا منذ تعيينه في 2014، إن عضو مجلس الإدارة الجديد (الوزير السعودي) سوف يجلب 15 مليون يورو إضافية للميزانية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وذكر" بيريرا" إن هذا المبلغ من المال إما سيتم دفعه من خلال شخصية سعودية  أو عن طريق شركة خاصة أو بنك.

وأضاف: "إنها فرصة عظيمة.. لقد ناقشت ذلك مع جوزيبي سالا (عمدة ميلانو) وألبرتو بونيسولي (وزير الثقافة الإيطالي)، الذي التقي نظيره السعودي، وهذه الفرصة الاقتصادية لا تأتي كل يوم".

ولكن تلك المفاوضات وصفت بأنها "عديمة الضمير" من قبل أعضاء مجلس الإدارة، الذين طالبوا الحكومة الإيطالية بالتدخل في تلك القضية "المعقدة والحساسة".

وحسبما أشار أحد الأعضاء المجلس في تصريحات لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية فإن هذه المفاوضات تعد بمثابة مبادرة شخصية بالكامل من "بيريرا".

وأثار "ماوريتسيو جاسباري"، وهو سياسي في حزب رئيس الوزراء السابق "سليفو بيرلسكوني" "إيطاليا القوية"، مسألة منح عضوية الأوبرا للوزير السعودي في البرلمان الإيطالي، ووجه انتقادات لـ"بيريرا" لسعيه للحصول على أموال من بلد لا يحترم حقوق الإنسان الأساسية.

وأضاف أن الأحداث الدرامية الأخيرة تقدم إشارات مرعبة، في ظل اتهام السعودية بحوادث مزعجة، بجانب أن من واجب حكومتنا الدفاع أيضا عن هوية وتاريخ لاسكالا.

فيما جادل "بيريرا" أن عضوا واحدا فقط من أعضاء مجلس إدارة الأوبرا كان ضد تلك الخطوة، والتي ستتم مناقشتها في اجتماع مقرر عقده في 18 مارس/آذار الجاري.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الأمير "بدر" هو أحد أفراد العائلة الملكية الحاكمة في السعودية، وقد عين وزيرا للثقافة في يونيو/حزيران الماضي، وزار لاسكالا في ديسمبر/كانون الأول للاحتفال ببداية موسم الأوبرا.

وفي أواخر عام 2017، تم الكشف عن أنه المشتري الغامض للوحة "ليوناردو دافنشي" "سلفاتور موندي" في كريستي في نيويورك، عندما دفع 450.3 مليون دولار، وكانت أغلى لوحة تباع في مزاد.

وقد نفت المملكة التقارير التي أفادت أنه كان يتصرف في عملية الشراء كوسيط لولي العهد، "محمد بن سلمان"، وبدلا من ذلك قالت إنه تصرف نيابة عن ولي عهد أبوظبي لشرائها لمتحف اللوفر-أبوظبي.

وقال "بيريرا" الذي يتطلع إلى ولاية ثانية بعد انتهاء ولايته في فبراير/شباط 2020، إنه يعمل أيضا على تحضير نسخة موسيقية من أوبرا "جوزيبي فيردي"، "لا ترافياتا" للعرض في العاصمة السعودية الرياض.

وفي غضون ذلك ترغب العائلة المالكة السعودية في إقامة معهد للموسيقي والرقص من المقرر افتتاحه في سبتمبر/أيلول، سوف تديره أكاديمية لاسكالا.

وفي هذا الصدد قال "بيريرا": إن "إنشاء أكاديمية في بلد ليس لديه تعليم موسيقي، وكان يحظر الرقص، سيكون أمرا له أيضا قيمة مهمة بالنسبة لإيطاليا، وهذا المشروع أرادت فرنسا السيطرة عليه".

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

السعودية دار أوبرا إيطالية لاسكالا وزير الثقافة السعودي حقوق الإنسان لوحة ليوناردو دافنشي سلفاتور موندي

بالإجماع.. مجلس إدارة أوبرا لاسكالا الإيطالية ينهي شراكتها مع السعودية