"تعرض للتعذيب وهو في المعتقل، وجُر من غرفته في فندق ريتز كارلتون، وتلقى صفعات وعصبت عينيه، وجرد من ملابسه باستثناء سرواله الداخلي، وقُيد على كرسي وعرض للضربات الكهربائية، وتم جلده بطريقة شرسة لدرجة أنه لم يستطع النوم على ظهره لأيام"..

هكذا وصفت افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء، حالة الطبيب السعودي الأمريكي "وليد فتيحي" في سجون المملكة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وأعضاء إدارته، بمن فيهم صهره وصديق ولي عهد المملكة "جاريد كوشنر" لا يريدون التحرك لإطلاق سراحه.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى ما طرحه الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" قبل مقتله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أسئلة حول سبب اعتقال السلطات السعودية لـ"فتيحي"، في الحملة التي شنها ولي العهد "محمد بن سلمان" بذريعة مكافحة الفساد وسجن فيها رجال أعمال وأمراء بارزين في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

وعلق "خاشقجي" على الحملة بتغريدة تساءل فيها: "ماذا حدث لنا؟ ولماذا يتم اعتقال شخص مثل وليد الفتيحي وما السبب؟"، مضيفا: "بدون قنوات للتوسط ونيابة عامة للإجابة على أسئلة أو التأكد من الاتهامات فإن الجميع يشعر بالرعب والعجز".

وعلقت افتتاحية الصحيفة بأن "خاشقجي" لم يعد اليوم قادرا على توجيه أسئلة حول "فتيحي" فقد اغتيل في إسطنبول على يد فرفة قتل قالت المخابرات الأمريكية إن "بن سلمان" -صديق "كوشنر"- هو من أرسلها.

ونوهت الافتتاحية إلى أن "فتيحي"، الذي أنشأ مركزا طبيا في مدينة جدة، لا يزال في المعتقل، ولا يُعرف السبب وراء اعتقاله، مشيرة إلى أن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن صديق له قوله إنه معتقل للضغط عليه كي يشهد ضد قريب له.

وحسب الصحيفة، خاطب محامي "فتيحي" وزارة الخارجية الأمريكية، مؤكدا أن حياة موكله في خطر وأنه "لم يعد يحتمل وضعه وبحاجة لكل الدعم" خاصة بعد ما نُقل إلى المستشفى إثر تعرضه لانهيار عصبي، حسب قوله.

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن القمع الذي يمارسه نظام "بن سلمان" شمل الناشطات اللاتي طالبن بحق المرأة في قيادة السيارة؛ إذ أعلن النائب العام، الجمعة الماضي، عن توجيه تهم ضدهن، وذلك بعد اعتقالهن منذ نحو عام، تعرضن خلاله لتعذيب وانتهاكات جنسية، حسبما أكدت منظمة "العفو" الدولية.

واستشهدت الافتتاحية بتصريحات لوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" لمجلة "نيويورك تايمز"، الأحد الماضي، عندما سُئل عن جريمة قتل "خاشقجي"، تعهد خلالها بتحميل المسؤول عن قتله "أيا كان" المسؤولية "بالطريقة المناسبة التي تعكس أفضل ما لدى الولايات المتحدة".

وعقبت "واشنطن بوست" على تلك التصريحات باستعراض واقع أفعال البيت الأبيض؛ حيث تم تعذيب سجين وتعذيب طبيب يحمل الجنسية الأمريكية دون رغبة من "ترامب" وإدارته في التحرك؛ الأمر الذي "لا يعكس أفضل ما لدى الولايات المتحدة"، حسبما زعم "بومبيو".