أكدت صحيفة "واشنطن بوست" أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) وثق 295 حالة لما سماه حوادث "الإرهاب اليهودي" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، العام الماضي، بزيادة قدرها 40%.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، الخميس، أن شهر يناير/كانون الثاني شهد ما لا يقل عن 30 حادثة من هذا النوع، اتُهم فيها مستوطنون إسرائيليون بالتسبب في وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بممتلكات، وراح ضحيتها 15 فلسطينيا (14 جريح وقتيل واحد).

ووقع أخطر هذه الحوادث بالقرب من قرية المغير (شمال شرقي رام الله)، عندما قُتل مستوطنون، ينتمون إلى فريق متطوع للمستوطنات الإسرائيلية المجاورة، فلسطينيا بالرصاص وأصابوا 9 آخرين بأعيرة نارية.

وأعربت الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات التي تتعقب عنف المستوطنين، عن قلقها إزاء تزايد الهجمات في الضفة الغربية، التي تحتلها (إسرائيل) منذ حرب عام 1967، ويعيش فيها حوالي 450 ألف يهودي في مستوطنات يعتبرها معظم المجتمع الدولي غير قانونية.

وانتقدت إدارات أمريكية سابقة التوسع في المستوطنات اليهودية بالضفة، باعتباره عقبة في طريق السلام، لكن هذا الموقف تغير في ظل إدارة الرئيس "دونالد ترامب"، إذ قال سفير واشنطن لدى تل أبيب "ديفيد فريدمان" إنه يرى المستوطنات جزءا من (إسرائيل).

وتمثل سياسة الولايات المتحدة الأكثر تعاطفا تجاه المستوطنات أحد أهم عوامل تشجيع المتطرفين الذين يقومون بهجمات انتقامية، وفقا لـ"يور عميهاي"، المدير التنفيذي لجماعة ييش دين (أي: هناك قانون)، وهي منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان تتعقب الإساءات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وأضاف "عميهاي" أن كثيرا من المستوطنين يقولون: "لا يوجد سبب ليمنعنا أحد من تلبية تطلعاتنا السياسية (..) هناك حكومة يمينية في (إسرائيل) وصديقة في البيت الأبيض"، مشيرا إلى أن الهجمات ضد الفلسطينيين بالضفة تتزايد أيضا "لأن السلطات الإسرائيلية تغض الطرف عنها".

واستشهد مدير المنظمة الإسرائيلية بعامي 2016 و2017، عندما انخفض عنف المستوطنين في الضفة الغربية بحدة؛ بسبب قيام السلطات الإسرائيلية بقمعهم، حسب قوله.

فيما قلل "يسرائيل جانتز"، وهو أحد قادة المستوطنين بالضفة، من حجم الأزمة قائلا: "العنف يرتكبه مجموعة صغيرة من الشباب المضطرب".

وزعم "جانتز" أن هذه المجموعة تضم فقط 20 "متشددا متشردا انفصلوا عن عائلاتهم ويعيشون في كهوف"، على حد تعبيره.