3 أهداف للدوريات التركية بإدلب أحدها منع الأسد من قصفها

الجمعة 8 مارس 2019 07:03 ص

قال محللان سياسيان، إن تسيير تركيا، دوريات مراقبة عسكرية في المنطقة الحدودية بمقاطعة "إدلب الكبرى" (شمالي سوريا)، تستهدف تقويض التهديدات المتعلقة بالمجال الجوي للمنطقة، ومنع قصفها من قوات النظام السوري. فيما أحصت صحيفة "القدس العربي" 3 أهداف للدوريات التركية بالمدينة السورية.

والجمعة، سيرت القوات المسلحة التركية، أولى دوريات المراقبة العسكرية في إدلب، ضمن اتفاق "سوتشي"، المبرم بين زعماء القمة الثلاثية، تركيا وروسيا وإيران في 14 فبراير/شباط الماضي.

وشملت الدوريات التركية المنطقة المنزوعة السلاح في الخط الممتد من شمال إدلب، إلى جنوب محافظة حلب.

ووفقا لصحيفة "القدس العربي"، فإنه فيما يبدو أن من أهدافها ترسيخ نظام وقف إطلاق النار، وفرز المعارضة التابعة لتركيا عن التنظيمات في إدلب ومحيطها، وإعادة العمل على فتح طريق حلب – دمشق الدولي، عقب توافق روسي – تركي على تفعيله.

وحسب مصدر مسؤول، فإن الدوريات سيّرت في المناطق المحررة، انطلاقاً من قرية الصرمان في ريف إدلب الشرقي باتجاه تل الطوقان، مروراً بسراقب ومحيطها، وصولاً الى مدينة خان شيخون، إضافة الى منطقة الأتارب غربي حلب، ومناطق جماري والقناطر وتل عيسى جنوب غربي حلب.

وهذه الخطوة اعتبرتها قيادات المعارضة المسلحة تأكيداً لزوال أي احتمالية لشن قوات النظام هجوماً مدعوماً من الأطراف الضامنة له ضد المنطقة.

وقف هجوم محتمل

واعتبر المحلل السياسي التركي "علي باكير"، أن تسيير الدوريات التركية في المنطقة العازلة يحمل دلالات عدة، يأتي أولها في سياق منع القصف والاعتداءات المتجددة من قبل النظام السوري وميليشياته، وذلك تفادياً لأي تصعيد غير محسوب العواقب.

أما الثاني، حسب "باكير"، فيأتي في سياق تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة تمهيداً للانتقال إلى الخطوة التالية من التفاهم مع روسيا.

وبهذا المعنى، فإن تسيير الدوريات التركية في المنطقة العازلة يجب أن ينظر إليه بشكل أوسع، حسب "باكير"، الذي قال إنه "يأتي في سياق تنفيذ تركيا لالتزاماتها استناداً الى الترتيبات المتعلقة بتفاهمات سوتشي مع روسيا".

وحول ما سيترتب على الجانب التركي حيال تسيير هذه الدوريات قال باكير، إنها مسؤولية أكبر من ناحية سحب أي ذرائع قد يستغلها النظام لتخريب الترتيبات القائمة، معتقداً أن حكومة بلاده بصدد رؤية تقدم كبير أو سريع فيما يتعلق بمصير إدلب النهائي.

ولدى تلك القوات المسلحة التركية 12 نقطة مراقبة لوقف إطلاق النار في منطقة خفض التوتر بإدلب وحدها، فيما لدى الجيش الروسي 10 نقاط، تم الاتفاق عليها خلال مسار مباحثات "أستانة" حول سوريا.

احتمالان

من جهته رأى الباحث السياسي السوري "عبدالوهاب عاصي"، أن تسيير أولى دوريات المراقبة في المنطقة منزوعة السلاح شمال سوريا، هي خطوة بالغة الأهمية.

وتعني هذه الخطوة، أحد احتمالين؛ الأول أنّ تركيا تريد فرض سياسة الأمر الواقع على روسيا فيما يخص أولوياتها في "مقاطعة إدلب"، لا سيما فيمت يخص الحفاظ على عامل الاستقرار  فيها.

ويُمكن تفسير ذلك، حسب "عاصي"، أن تركيا مصرّة على ضمان نظام وقف إطلاق النار بمفردها ضمن منطقة خفض التصعيد، وبالتالي رفض تسيير دوريات مشتركة مع روسيا.

أما تركيا، فقادرة على تزويد روسيا بمفردها بالمعلومات الاستخباراتية والعسكرية المرتبطة بنظام وقف إطلاق النار وسير اتفاق خفض التصعيد.

وأضاف "عاصي": "تركيا سوف ترسل تحذيرات إلى روسيا بخصوص الخروقات ومصدرها لا سيما تلك القادمة من مناطق سيطرة النظام السوري".

ولفت إلى أن "أنقرة تريد إجبار النظام السوري على الالتزام بتخفيض التوتر ومستوى الخروقات، لأن الاستمرار على الوتيرة نفسها سوف يحمل معه ارتفاع نسبة خطورة إصابة الدوريات والنقاط التركية، في وقت ترفض تقديم تنازلات لروسيا بخصوص اتفاق خفض التصعيد وملحقه الخاص بالمنطقة العازلة في مقاطعة إدلب".

أما الاحتمال الثاني، حسب "عاصي"، فيرتكز على أنّ تركيا تعمل بالتنسيق مع روسيا، حيث يعمل الطرفان على بلورة آليات مناسبة لاستكمال اتفاق المنطقة منزوعة السلاح، بحيث تتولى أنقرة في المرحلة الأولى مهام التسيير وإفراغ المنطقة من السلاح الثقيل والجماعات الجهادية، على أن يقوم البلدان لاحقاً بتوفير بيئة ملائمة لدخول دوريات روسية أو شيشانية، ومن ثم إقامة نقاط تفتيش مشتركة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن تسيير الدوريات، يهدف إلى إعادة العمل على طريق حلب – دمشق الدولي، عقب توافق روسي تركي على تفعيل العمل على الطريق بإشراف تركي.

وقف إطلاق النار

وكان وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار"، قال في وقت سابق، الجمعة، إن دوريات روسية تنطلق في المنطقة الحدودية بمحيط محافظة إدلب السورية، وأخرى للقوات المسلحة التركية في المنطقة منزوعة السلاح.

واعتبر "أكار"، أن الدوريات التركية والروسية في محيط إدلب تعد خطوة مهمة لحفظ الاستقرار ووقف إطلاق النار، وفقا لوكالة "الأناضول".

وأكد المسؤول التركي، التنسيق مع الجانب الروسي، والإيراني عند الضرورة، بشأن إدلب، لمنع كارثة إنسانية كبيرة، وفصل المعارضة عن المجموعات الراديكالية.

كما أعرب عن ثقته بأن النظام السوري وراء خرق اتفاق "سوتشي"، إذ أن "أكبر شكوى لدينا من النظام (السوري) خرقه لوقف إطلاق النار (..) ننتظر منهم الالتزام به، ونطلب من الروس إيقاف النظام (عن شن الهجمات) في إدلب".

وأبدى "أكار"، امتعاض حكومة بلاده حيال نزوح أكثر من 54 ألف شخص من مناطقهم جراء خروقات النظام السوري، مهدداً بفتح باب اللجوء باتجاه الولايات المتحدة، قائلاً: "إذا استمرت الهجمات وبدأت الهجرة، فإن لجوء 3.5 مليون شخص لن يكون فقط إلى تركيا وأوروبا، وإنما إلى الولايات المتحدة أيضاً".

ويقيم الجيش التركي 13 نقطة مراقبة في شمال غرب سوريا، على امتداد أرياف حلب وإدلب وحماة، مهمتها مراقبة تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع حلفاء النظام: روسيا وإيران.

واتفق الرئيسان التركي والروسي يوم 17 سبتمبر/أيلول الماضي، على إقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب بين المعارضة المسلحة والنظام السوري بعمق ما بين 15 إلى 20 كيلومتر، لكن المنطقة تشهد انفلاتا أمنيا منذ ذك الحين، مع تزايد التفجيرات والاغتيالات والخطف، فضلا عن خروق نظام"الأسد"  لوقف إطلاق النار.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا إدلب روسيا إيران اتفاق سوتشي دوريات عسكرية