ديلي تلغراف تكشف مأساة الكازاخيين في معتقلات الصين

السبت 9 مارس 2019 08:03 ص

لا تمارس بكين الاضطهاد بحق أقلية "الأويغور" المسلمة فقط، فهناك أيضا مجموعات مسلمة أخرى تتعرض للاضطهاد الصيني ومنها الكازاخيين.

صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية سلطت الضوء، في تقرير نشرته الجمعة، على مأساة الكازاخيين في معتقلات الصين.

وروى التقرير قصة "غولي" التي كانت تعمل في مدينة هوغوس في كازاخستان لكنها عادت إلى الصين قبل أعوام؛ لأن الشرطة اتصلت بأمها أكثر من مرة للسؤال عنها والتحقيق معها.

وقيل لـ"غولي"، وهي كازاخية الأصل لكنها تحمل الجنسية الصينية، إن الشرطة الصينية تريد التحدث معها في مقاطعة شينجيانغ، وخشيت إن هي لم تذهب إلى الشرطة أن يحصل مكروه لعائلتها.

واستجوبتها الشرطة ثم أفرج عنها، بعدما أخذت بصماتها وعينات من دمها، وكلمة السر لفتح هاتفها.

أما في المرة الثانية فالحظ لم يكن معها.

فمنذ عامين تقبع "غولي"، وهي أم لأربعة أطفال في المعتقل، مقيدة بالسلاسل وتتعرض للضرب بأمر من قيادات الحزب الشيوعي الصيني في إقليم شينجيانغ، حسب التقرير، الذي أشار إلى أن رجلاها ويداها تورمت من القيود وأصبحت تنزف دما.

وتذكر كاتبة التقرير "صوفيا يان" أن مركز اعتقال شينجيانغ فيه نحو مليون مسلم، أغلبهم يعتقد أنهم من الإويغور، وهي الأقلية التي تعرض لقمع السلطات الصينية منذ زمن طويل.

وأضافت أن الاضطهاد توسع ليشمل مجموعات مسلمة أخرى، بمن فيها مجموعات داخل حدود كازاخستان في إطار الحملات التي تشنها الصين على الأقليات العرقية والدينية في البلاد.

و"غولي" ليست إلا واحدة من آلاف الحالات التي رصدتها منظمة حقوقية تدعو إلى الإفراج عن المعتقلين، وفقا للتقرير البريطاني.

وتذكر "يان" أن موجات من الكازاخيين هربوا في الستينات من الصين؛ لأن الحزب الشيوعي سعى إلى استئصال تقاليدهم ومعتقداتهم وطريقة عيشهم، لكن الكثير منهم عادوا إلى الصين لاحقا.

كما أن الكازاخيين الرحل دأبوا منذ عصور على التنقل بين البلدين بكل حرية، ويتزوجون ويعملون في كلا البلدين.

وهذا ربما ما جعل الكازاخيين داخل الصين في خطر، وعرضة لقمع السلطات الصينية.

وتزعم الصين أن مسلمي "الأويغور"، يمارسون التطرف والإرهاب، وأطلقت "برنامج التعليم والتدريب المهني "من أجل التخلص ممَّا وصفتها بـ"البيئة التي تغذي الإرهاب والتطرف الديني".

و"الأويغور"، مسلمون تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (التركستان)، ويعدون أنفسهم أقرب عرقيا وثقافيا لأمم آسيا الوسطى، ويشكلون نحو 45% من سكان إقليم شينغيانغ، في حين تبلغ نسبة الصينيين من عرقية الهان نحو 40%.

وفي 12 فبراير/شباط الماضي، طالبت منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" والعديد من المنظمات المدنية، في بيان مشترك، مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة، بتسليط الضوء على تعرض أكثر من مليون من "الأويغور" لانتهاكات جسيمة.

وتسيطر بكين منذ 1949 على إقليم "تركستان الشرقية"، الذي يعد موطن أقلية الأويغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينغيانغ"؛ أي "الحدود الجديدة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مسلمو الصين الأويغور الأقلية المسلمة الصين الكازاخيون معتقلات