التايمز تحذر من الأزمة الأخطر في العلاقات بين تركيا والناتو

السبت 9 مارس 2019 10:03 ص

اعتبرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن تركيا تهدد أمن حلفائها في حلف شمال الأطلنطي (ناتو) بشراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية المعروفة بـ"إس-400"؛ وهو ما سيثير الأزمة الأخطر في تاريخ العلاقات بين الجانبين.

ودعت الصحيفة في مقالها الافتتاحي السبت الرئيس "رجب طيب أردوغان" إلى التخلي عن الصفقة مع روسيا.

وقالت إن "على أردوغان أن يصغي إلى التحذيرات الأمريكية وإمكانية فرضها عقوبات على بلاده".

وأضافت أن "ميل أنقرة إلى موسكو يعني دعوة نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شق الحلف الذي خدم تركيا. كما أن بوتين لا يريد الخير لأنقرة، وإنما هدفه تخريب التضامن بين دول الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة وسيكون الشعب التركي هو الخاسر".

وتابعت أن ميل "أردوغان" إلى الكرملين هو سياسة غريبة؛ فتركيا كانت تاريخيا دائما مرتابة من روسيا لأسباب موضوعية.

ويعود تحالف تركيا مع الولايات المتحدة إلى عام 1946 عندما كانت لـ"ستالين" أطماع في الأراضي التركية، حسب الصحيفة.

وشهدت العلاقات التركية الأمريكية منذ انضمام تركيا إلى الناتو عام 1952 بعض التوتر خاصة بعد حرب قبرص عام 1974، لكن ما يحدث الآن هو أكبر اضطراب في العلاقات بين البلدين.

واعتبرت الصحيفة أن موقف الرئيس التركي أملته الظروف السياسية الداخلية فهو مقبل على انتخابات محلية هذا الشهر، ويريد أن يظهر بمظهر القائد القوي.

ولفتت إلى أن ميله إلى موسكو ليس من أجل نظام الصواريخ بقدر ما هو من أجل سوريا. فإذا أذعن لطلبات الناتو تخلى عن نظام الصواريخ الروسي فلابد أن يطالب الولايات المتحدة بالتخلي عن الميليشيا الكردية في سوريا.

واختتمت الصحيفة بالقول إن تحول تركيا نحو السلاح الروسي يعد خطوة كبيرة، وسيضعف واحدا من أهم مبادئ الناتو، وهي معايير المعدات والتدريب.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن وزير الدفاع التركي "خلوصي آكار" أن قوات بلاده الجوية تعمل حاليا على رسم خريطة انتشار منصات صواريخ منظومة الدفاع الجوي روسية الصنع "إس-400"، موضحا أن نشر المنظومة الروسية سيتم بدءا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

جاء ذلك رغم تحذيرات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تقوده الولايات المتحدة ، من أن أنظمة "إس -400" لا يمكن أن يدخل ضمن نظام الدفاع الجوي التابع له.

وتم توقيع اتفاقية توريد "إس-400" لتركيا في ديسمبر/كانون الأول 2017، وتحصل أنقرة بموجبها على قرض من موسكو لتمويل الصفقة جزئيا.

وإلى جانب قدرتها التدميرية، فإن "إس-400"، تحتاج فقط إلى 5 دقائق ليكون صاروخها جاهزا للإطلاق، ولديها قدرات مضادة لطائرات الإنذار المبكر، وطائرات التشويش، وطائرات الاستطلاع، والصواريخ البالستية متوسطة المدى.

  كلمات مفتاحية