استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإسلاموفوبيا وعداء السامية

الثلاثاء 12 مارس 2019 04:03 ص

نجحت الدوائر واللوبيات" الصهيونية في العالم في تجيير مفهوم واسع مثل السامية؛ ليكون حكراً على اليهود وحدهم، مع أنه تحت السامية تندرج مجموعة من اللغات والأقوام، ليس اليهود ولغتهم العبرية سوى أحدها فقط.

ولو أخذنا اللغات السّامية معياراً للقياس عليه، لوجدنا أنها عائلة من اللغات تعود إلى آلاف السنين، وتأتي اللغة العربية في مقدمتها، فهي لغة قديمة جداً ظهرت في شمال الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين.

وهي اليوم من أهم اللغات في العالم، بالنظر للعدد الهائل من المتحدثين بها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفي أجزاء من إيران وتركيا وإثيوبيا، ناهيك بالمهاجرين العرب في مختلف قارات العالم، الذين حملوا لغتهم معهم.

إضافة للغة العربية، تضم عائلة اللغات السامية لغة السريان، الآرامية، وهي أيضاً ذات أهمية تاريخية؛ كونها اللغة التي استخدمت للتواصل بين المنتسبين للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والكنيسة الكلدانية والكاثوليكية.

وبالمناسبة كانت هذه اللغة جسراً بين اللغة الإغريقية القديمة واللغة العربية حين تولى المترجمون السريان نقل فلسفة الإغريق إلى العربية.

ثمة لغات سامية أخرى أيضاً كاللغة الآشورية، لغة بلاد ما بين النهرين القديمة، التي ما زال الكثيرون يتكلمون بها في العراق وسوريا وربما في بلدان أخرى ببلاد الشام، وهناك أيضاً اللغتان المالطية والأمهرية، ولغات فرعية أخرى.

لم ننسَ أو نتجاهل اللغة العبرية التي هي بالتأكيد واحدة من أقدم وأهم اللغات السامية، وما زالت حاضرة حتى اليوم، ولكنها، في نهاية المطاف، ليست سوى واحدة من مجموعة اللغات التي أتينا على ذكر بعضها، وبينها لغات واسعة الانتشار والتأثير كاللغة العربية.

في عالم السياسة والعلاقات الدولية الراهنة جرى حصر السامية في اللغة العبرية، والساميين في اليهود، وتجاهُل الناطقين باللغات السامية الأخرى، والأقوام الآخرين المتحدرين من السامية غير اليهود.

ومن دون أي تقليل مما تعرض له اليهود الأوروبيون من استهداف في الحرب العالمية الثانية على أيادي النازية، فإنه من التعسف وتزييف التاريخ أن يصبحوا هم الساميين الوحيدين، في لعبة دعائية تصور أي نقد لسياسات (إسرائيل) العدوانية ضد الفلسطينيين "معاداة للسامية"، أي معاداة لليهود.

يجري هذا في الوقت الذي تشاع فيه حال من الهلع الشديد في المجتمعات الأوروبية من المهاجرين العرب خاصة، والمسلمين عامة، تحت يافطة الـ"إسلاموفوبيا"، على خلفية صعود التيارات الإرهابية في العالمين العربي والإسلامي التي تتزيّا زيفاً بالإسلام.

في هذا بالذات علينا البحث في العلاقة الوطيدة بين هذه الـ"إسلاموفوبيا"، وبين ما يزعم أنه "معاداة للسامية".

- د. حسن مدن، كاتب صحفي من البحرين.

  كلمات مفتاحية

المسلمون الأكثر تعرضا للتغطية السلبية في الإعلام الأمريكي

نيابة باريس تفتح تحقيقا بحق كاتب معادِِ للإسلام