هناك عدد لا بأس به من الناس الذين يقومون بوضع تعليقات على المقالات دون أن يكونوا قد قرؤوا المقال بالأساس، وإذا كنت من الذين يقومون بهذا، فقد يكون دلالة خطيرة على شخصيتك، بعد أن كشف العلماء في دراسة جديدة أن أولئك الذين يكتفون بقراءة مقتطفات "فيسبوك" الخاصة بالمقالات، غالبا ما يكون لديهم وهم المعرفة والثقة المبالغ فيها بكونهم على صواب.

وهم المعرفة

أجريت الدراسة على ألف مشارك تقريبا، وعُرض على البعض منهم الأخبار بصورتها الكاملة، والبعض الآخر نالوا معاينات المقالات فقط من موقع "فيسبوك"، أما المجموعة الأخيرة فلم تحصل على معلومات على الإطلاق.

تم إعطاء المشاركين أسئلة تكمن إجابات بعضها في المقال الكامل والبعض الآخر في المعاينة، وطُلب منهم تقدير عدد الأسئلة الصحيحة لقياس مستوى ثقتهم بأنفسهم.

من غير المستغرب أن أولئك الذين قرؤوا المقال كاملا أجابوا على معظم الأسئلة بشكل صحيح، بينما سجل أولئك الذين قرؤوا المعاينة إجابة واحدة صحيحة أكثر من أولئك الذين لم يحصلوا على أي معلومات على الإطلاق.

أشارت النتائج أيضا إلى أن الأشخاص الذين يقرؤون المعاينات فقط كانوا على درجة مبالغ فيها من الثقة في معرفتهم، والأكثر من ذلك، أن المشاركين الذين يعتمد أسلوبهم المعرفي على العواطف كانوا واثقين أكثر.

تداعيات خطيرة

لسوء الحظ، قد تكون لهذه الثقة الزائفة تداعيات خطيرة، فهي لا تجعل المستخدمين أكثر عرضة للأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة فحسب، بل يمكن أن تجعلهم أكثر استقطابا وغير مدركين سياسيا.

إن مستخدم "فيسبوك" العادي لا ينقر إلا على حوالي 7% من القصص الإخبارية السياسية، مما يعني أن الغالبية يحصلون على جرعات صغيرة من المعلومات، مع جرعة كبيرة من الثقة المضللة، وهو الشيء الذي حذر منه الباحثون مع تزايد الاعتماد على موقع "فيسبوك" كمصدر إخباري.