احتلال قطر للسيطرة على الغاز وراء الأزمة الخليجية

الثلاثاء 12 مارس 2019 08:03 ص

كشف مسؤول قطري رفيع سابق عن الأسباب الحقيقية وراء الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات ومصر والبحرين في يونيو/حزيران 2017 على قطر، موضحا أنه كانت هناك محاولات من دول الحصار لغزو بلاده واحتلال أكبر حقل للغاز في العالم.

جاء ذلك في حوار أجراه النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة القطري السابق "عبدالله بن حمد العطية"، مع صحيفة "لوسيل" القطرية، نشرته الإثنين.

وقال "العطية": "إن أسباب الحصار والرغبة في احتلال قطر، لا علاقة لها بالإرهاب، والعالم وأجهزته من البنك الدولي والأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي يعلمون تمام العلم أن قطر ليس لها أي علاقة بالإرهاب".

ولفت المسؤول القطري إلى أن خطة حصار بلاده، لم تكن على خلفية الاتهام المعلن بالإرهاب، والتي أشار إلى أنهم "لم يقنعوا بها أحدا" بل كانت كما وصفها "خطة شيطانية اعتمدت على دراسة سعودية قامت بها جامعة الرياض، قبل سنوات، ثم سحبتها، بعدما تسببت باستياء الديوان الملكي".

وأضاف "العطية" أن الخطة تقول إن "السعودية تستخدم 3 ملايين برميل كمتوسط يومي لإنتاج الكهرباء، وتقول إنها إذا استمرت في ذلك بالإضافة إلى الاستهلاك المحلي للديزل والجازولين، مع ارتفاع استهلاك الكهرباء 10% سنويا في 2032 فإنها لن تستطيع بيع برميل نفط واحد للخارج".

ولفت إلى أن هناك فرقا بين "استخدام الغاز والنفط الخام في إنتاج الكهرباء، إذ لدينا محطتان 2000 ميغاوط، تعمل أحدهما بالغاز وأخرى بمشتقات البترول، والمحطة التي تستخدم الغاز تعطي 95% طاقة، أما الخام فتعطي 60% فقط".

وأوضح "العطية" أنه وبناء على الدراسة "ستواجه السعودية مشكلة خطيرة جدا، في نفس الوقت أبوظبي لديها أزمة غاز لأن 35% من إنتاج الكهرباء يعتمد على الغاز القطري، والباقي يستخدم بمشتقات النفط وهو مكلف جدا وغير مناسب للبيئة ويؤثر سلبا عليها".

وأشار إلى أن فكرة حل مشكلة الغاز لديهم تتمثل بـ"غزو قطر واحتلال أكبر حقل غاز في العالم، ويمكن أن يكفيهم لمدة 200 سنة، ويوفر لهم مليارات الدولارات، ليمدوا خط أنابيب من حقل الشمال إلى السعودية، ومن ثم يبيعونه في السوق العالمية، ليدر مئات الملايين من الدولارات يوميا، ويمدوا أيضا أنابيب لنقل الغاز للبحرين ثم إلى مصر".

وتابع: "قطر اليوم أكبر دولة منتجة وتحرك أكبر شركة نقل غاز في العالم وتشحن شحنات شهرية لمصر تكفي وتفيض عن استهلاكهم".

وأضاف: "دول الحصار حاولت تمرير هذه المؤامرة لإقناع العالم، وكانوا يريدون الضوء الأخضر من أمريكا، لكن ذلك لم يحدث".

وشدد الوزير القطري السابق على أن بلاده لا تخلط بين الاقتصاد والسياسة، ولم تمنع هذه الدول وشعوبها من دخول قطر وما زال مرحب بهم.

وقال: "هناك أكثر من 350 ألف مصري يعملون بكل احترام وتقدير، في حقيقة الأمر عندما تنظر للمقاطعين هم الخاسرون وليس نحن".

ورفض "العطية" اتهام السعودية لبلاده بـ"التآمر" لاغتيال الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز" (2003 حينما كان وليا للعهد)، مشيرا إلى أن الدوحة أنقذت الملك "عبدالله" وأبلغتهم بما يحاك ضده من ليبيا والعقيد الراحل "معمر القذافي".

وأشار إلى أن الذي خطط لاغتيال الملك "عبدالله" يعيش الآن في أبوظبي (لم يسمه)، مضيفا: "هذا يعني أن الإمارات وراء خطة اغتيال الملك "عبدالله، لا أجزم بذلك لكن هذا هو التفسير الوحيد".

ودافع "العطية" عن خروج قطر من منظمة "الأوبك" للدول المصدرة للنفط، موضحا أن "السعودية تدير الأمور من خارج أوبك ولا تعطي للمنظمة أي احترام".

وتشهد منطقة الخليج أزمة عاصفة بدأت منذ يونيو/حزيران 2017، حين قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، إثر اتهام الدوحة بدعم الإرهاب على نطاق واسع، واتباع سياسة تهدد أمن المنطقة، وهو ما نفته الأخيرة.

وكخطوة في سبيل حل الأزمة، تقدمت الدول العربية الأربع عبر الوسيط الكويتي بقائمة من المطالب، ضمت 13 بندا، مقابل رفع الإجراءات العقابية عن قطر؛ غير أن الأخيرة رفضت جميع هذه المطالب، واعتبرتها تدخلا في سيادتها الوطنية.

وبالمقابل، طلبت قطر علنا، وعبر الوسيط الكويتي ومسؤولي الدول الغربية، من الدول العربية الأربع الجلوس إلى طاولة الحوار، للتوصل إلى حل للأزمة؛ لكن هذا لم يحدث حتى الآن، فيما تبذل الكويت جهود وساطة للتقريب بين الجانبين، لكنها لم تثمر عن أي تقدم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية