بعد اعتزال أسطورة كرة القدم البرازيلية "بيليه" الملقب بـ"الجوهرة السوداء" تمنى عشاق الساحرة المستديرة لو استمر العمر المهني له لعقود أو أن يكون القدر رحيمًا، ويعطي بعضًا من جيناته إلى أحد الشباب الصغار حول العالم ليعيد نفس التجربة من جديد، وهو ما حدث بقدوم النجم الأرجنتيني "دييغو أرماندو مارادونا".

وجاء البرازيلي "رونالدينيو" ليقدم بعض من السحر الكروي، قبل أن يفرض الثنائي الأرجنتيني "ليونيل ميسي" والبرتغالي "كريستيانو رونالدو" أنفسهما على الساحة ليتقنا كل شيء تحتاجه اللعبة في أحدث عصورها، حطما سويًا كل شيء كان ثابتًا لعقود.

ومع بلوغ "رونالدو" عامه الـ34 و"ميسي" عامه الـ32، بدأ الحديث عن مرحلة ما بعد اعتزالهما، وهل تتكرر تجربتهما من جديد، والإجابة في أكاديمية نادي يوفنتوس الإيطالي، يقدم "رونالدو جونيور" نجل "كريستيانو رونالدو" أداء ربما أحسن مما يقدمه والده مع الفريق الأول.

وسجل "رونالدو الابن" 4 أهداف في مشاركته الأولى مع فريق يوفنتوس تحت 9 سنوات، كما حصل على جائزة "بيتشيتشي" وهي جائزة الهداف في فئته السنية، ومنذ هذه اللحظة ضرب موعدًا مع تكرار أسطورة أبيه بل بشكل أفضل ربما.

ويمكن اعتبار الفتى الصغير صاحب الـ10 أعوام الذي نشأ في بيئة أفضل آلاف المرات من التي نشأ فيها والده، هو امتداد لسلاسل طويلة من أبناء اللاعبين الذين يكملون مسيرات آبائهم، وهو كذلك أحد أفراد النسبة الضئيلة التي قد تصدق فيهم نبوءة الشبه التي تصدر فور خروجهم للنور.

وفي أكاديمية برشلونة وجد جيلًا عظيمًا خلال بداية الألفية الجديدة ومنذ نهاية التسعينات، نتاج ذلك العمل، سواء من المدربين أو من اللاعبين.

ومع اقتراب موعد اعتزال "ميسي"، تخصص إدارة برشلونة مقرات لأكاديميتها من أجل اكتشاف عنصر جديد يحمل نفس الصفات الخاصة، بين حين وآخر، داعبت عدة عناصر مشاعر الجماهير.

وفي فبراير/شباط من عام 2019، نشر الحساب الرسمي لأكاديمية "لاماسيا" صورة لصغير يشبه "ميسي" بشكل كبير ويحتفل بنفس الطريقة ويرتدي نفس الشعار ونفس قصة الشعر أيضًا.

كما نشرت هذه التدوينة بعنوان: "يذكرنا هذا بأحد ما، ماذا عنكم؟"، كان ذلك كافيًا لنشر حالة جديدة من تمني التكرار، بل أن ترى التكرار حق الرؤية متجسدًا أمام عينيك، وإنه "ميسي" تعاد صياغته في نفس المكان مرة أخرى.

وكان المدرب الإسباني، "كارلز ريكساك"، الذي قضى 44 عامًا في خدمة برشلونة بين لاعب ومدرب، أول مسؤول شاهد الطفل "ميسي"، وللمفاجأة، فإنه لم يقتنع بالطفل وقتها، لكنه أعطاه في النهاية فرصة التواجد في النادي بعد محاولات عديدة لإقناعه عن طريق أقارب النجم الأرجنتيني الذين يعيشون في غرب إقليم كتالونيا.