بعد مذبحة نيوزيلندا.. مسلمو بريطانيا يطالبون بحراسات على المساجد

السبت 16 مارس 2019 07:03 ص

أثار الهجوم الإرهابي على مسجدين في نيوزيلندا قلق المسلمين في بريطانيا؛ ما دفع كثير منهم إلى المطالبة بحراسة أمنية على المساجد.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه كان هناك شعور بالصدمة والقلق بين المسلمين الذين تجمعوا لأداء صلاة الجمعة في أحد أكبر المساجد في بريطانيا، بعد ساعات من الهجوم الإرهابي على المصلين في كرايست تشيرش بنيوزيلندا الذي أسفر عن مقتل 51 شخصًا، حسب أحدث الأرقام الرسمية.

وفي حادث إرهابي في يونيو/حزيران 2017، هاجم "دارين أوزبورن" بسيارة حشدا من المصلين قرب مسجد فينسبري بارك في لندن، وقتل وأصيب عدد من الأشخاص في الهجوم.

وساد شعور قاتم داخل هذا المسجد الواقع في شمال لندن الجمعة بعد ما تبين أن بيان منفذ مجزرة كرايست تشيرش استشهد بقائمة تتضمن اسم "دارين أوزبورن". ووضع السكان المحليون باقات ورود لتذكر الضحايا. وزار زعيم حزب العمل، "جيريمي كوربين"، وزعيم مجلس إزلنجتون، "ريتشارد واتس"، المسجد بعد صلاة الجمعة لتقديم تعازيهم.

وانقسمت الآراء حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى حراسة أمنية على المساجد بعد الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا، مع اعتراف البعض بأنهم قلقون على سلامتهم. وجاء ذلك بينما وقفت مجموعة من ضباط الشرطة خارج البوابات بينما وصل الناس لحضور صلاة العصر.

وقال "بن يونس مساعد"، الذي يعيش في المنطقة منذ 40 عامًا: "إنه يوم حزين للغاية، إنه أمر غير إنساني يتعرض له أناس أبرياء. يجب أن يكون لدينا أمن داخل المسجد، يمكن أن يأتي أي شخص".

وأضاف: "لا نقوم بالتمييز بين الأديان الأخرى لذا يمكن لأي شخص الدخول. في هذه الأيام لا تعرف من يمكن أن يكون".

وتابع: "عندما شاهدت شريط الفيديو الخاص بالهجوم كان أمرا محبطا، أتمنى لو لم أكن رأيته. الكثير من الناس ربما لم يأتوا اليوم. لقد كنت مترقبا. آمل ألا تسوء الأمور. نحن نريد السلام".

وقال مصل آخر يدعى "أحمد": "لم يحدث هذا هنا قط، هذا شيء جديد. إنها فكرة جيدة وجود ضباط شرطة هنا. هناك تطرف في كل مكان، يحاول تقسيم الناس، ويثير المشاكل. علينا أن نظهر السلام والحب والتعامل بإيجابية".

وأضاف: "النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قال مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى".

وكان الهجوم الذي وقع في كرايست شيرش أول قضية نوقشت في خطبة الشيخ "فايد سعيد"، الذي بعث برسالة إلى الجالية المسلمة في نيوزيلندا "لتكون قوية ومتحدة".

وأضاف أن المسلمين "مجتمع مرن" ولن "يغيروا أسلوب حياتهم" من خلال الرضوخ للمتطرفين.

وأقيمت صلاة الغائب في فينسبري بارك على أرواح ضحايا هجوم كرايست شيرش، الذين قتلوا في صلاة الجمعة.

وقال "إسلام خان": "يحتوي المسجد على كاميرات أمنية، لكنني لا أشعر بالأمان التام في أي مسجد حيث يمكن لأي شخص الدخول والخروج. يجب توفير حراسات أمنية أمام كل مسجد".

وقالت العاملة "حنا" إن على المساجد أن تفكر في استخدام حراس أمن.

وأضافت: "أولا كان هجوم فينسبري بارك والآن نيوزيلندا. مع تصاعد الإسلاموفوبيا من المهم أن يشعر المجتمع المسلم بالأمان".

وتابعت: "الإجراءات الأمنية مطلوبة، خاصة في أوقات الازدحام مثل صلاة الجمعة وصلاة العيد ورمضان. لقد هزت هذه الهجمات المجتمع وقد يخشى البعض حضور المسجد. إنه لأمر محزن ألا يشعر أحد بالأمان في مكان عبادته".

لكن بعض المصلين أصروا على أنهم شعروا بالأمان عند حضور مسجدهم المحلي.

وقال "أنس تيزين"، لاجئ من سوريا: "الناس طيبون هنا، الأمر ليس خطيرا. أشعر بالأمان. المجتمع هنا يرحب باللاجئين والمهاجرين".

وشعر بعض المسلمين في المنطقة بأن هناك المزيد من المشاكل عميقة الجذور التي يجب معالجتها من أجل منع الفظائع الإرهابية في المستقبل.

وقال "فيصل الحسين"، وهو كندي يقضي عطلة في لندن: "هذا ينبع من الكراهية التي تختمر لفترة طويلة. إنه أمر تدريجي".

وتابع: "أنت بحاجة لإمساكه من الجذر. تعريض الناس لثقافات مختلفة وهم صغار. الحصول على مزيد من التفاعل بين الثقافات. أنا من تورنتو وتربيت وسط الثقافات الصعبة.. لا بأس أن يكون لديك أصدقاء من ثقافتك لكن عليك الاختلاط".

واعتبر "هاشم محمد" أنه إلى جانب المزيد من الأمن داخل المساجد، فإن المفتاح أيضا هو "توحيد المسلمين وغير المسلمين ليحدث الحب والاختلاط".

وأضاف: "يجب على الأئمة وقادة الأديان الآخرين الاجتماع طوال الوقت والتواصل. الأمر يتعلق بالتعلم من تجارب الماضي".

ووصف "واتس" ، الذي كان يخاطب المصلين بعد الصلوات، الأحداث في كرايست تشيرش بأنها هجوم مروع.

وقال: "أنا فخور بأن أكون صديقك وجارك ونتطلع إلى العمل معكم جميعا. نحن نقف معك".

وقال رئيس مسجد فينسبري بارك "محمد كوزبار": "نحن جميعًا متحدون ضد هؤلاء الجبناء الذين يهدفون إلى تقسيمنا ونشر الكراهية والخوف والانقسام".

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

نيوزيلندا بريطانيا مسلمون مجزرة المسجدين

مسلمو نيويورك يحتاطون لحماية المساجد من الاعتداءات

وزير الداخلية البريطاني: الاعتداءات على مساجد برمنغهام سلوك بغيض

إحصاء رسمي: المسيحية تتراجع في بريطانيا.. والإسلام الأسرع انتشارا