إسرائيل تدرس خيارات التصعيد وتكاليفه في غزة

الخميس 17 يوليو 2014 02:07 ص

المونيتور - 17 يوليو/تموز 2014

كتب مزال معلّم، الكاتب الإسرائيلي في موقع "المونيتور" مؤخرا، أنّ الرأي العامّ الإسرائيليّ منقسم حول منافع إرسال قوّات إلى غزّة، وأنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه قد يتردّد بشأن زيادة التصعيد العسكريّ.

وكتب معلّم: "يستند نتنياهو إلى مجموعة من الاعتبارات العسكريّة والسياسيّة والديبلوماسيّة التي تدفعه إلى تأجيل إصدار الأمر باجتياح غزّة قدر الإمكان. لا يريد نتنياهو أن يضطرّ إلى الدفاع عن نفسه أمام لجنة تحقيق، كتلك التي أنشئت بعد حرب لبنان الثانية، ولا أن يحمَّل مسوؤليّة موت الجنود، كما حصل مع إيهود أولمرت، وأن يخسر منصبه. من جهة أخرى، يخشى نتنياهو أيضاً تقرير غولدستون آخر قد يسبّب لإسرائيل كارثة ديبلوماسيّة كتلك التي أعقبت عمليّة الرصاص المصبوب سنة 2008. لهذه الأسباب، يعقد نتنياهو استشارات عسكريّة، ولجأ أيضاً مؤخّراً إلى نصيحة خبراء في القانون الدوليّ.

أمّا بن كاسبيت فكتب يقول إنّ صانعي القرار الإسرائيليّين يتخوّفون من أن يؤدّي هجوم بريّ لخلع حماس إلى بديل أكثر تشدّداً وخطورة:"من المفارقة أنّ إسرائيل ليس من مصلحتها اليوم الإطاحة بحماس. فهي تدرك أنّ الفراغ الذي سيحصل سيمهّد الطريق لمنظّمة أكثر تشدّداً. ولهذا السبب، وكما قال لي مسؤول ديبلوماسيّ رفيع المستوى هذا الأسبوع، تضرب إسرائيل حماس بيد وتساعدها باليد الأخرى. فهي تستمرّ في مدّ غزّة بالكهرباء والماء والمنتجات الحيويّة والطعام والمال والأدوية".

ورأى شلومي إلدار أنّه ينبغي فهم تحرّكات حماس "الانتحاريّة" ضدّ إسرائيل انطلاقاً من "مبدئها الرئيسيّ... ألا تظهر أبداً مهزومة أمام الجمهور الفلسطينيّ، ألا تبدو أبداً حركة مغلوبة".

وأضاف إلدار أنّ "الأزمة الاقتصاديّة في قطاع غزّة تحدّد مصير الحركة وقادتها. فمعبر رفح مقفل، ولا أنفاق كافية لإدخال الذخائر لأنّ الجيش المصريّ أغلق معظمها، ولا تتلقّى [الحركة] الدعم الديبلوماسيّ الضروريّ من مصر والدول العربيّة الأخرى، والأهمّ أنّها لا تملك المال كي تدفع لبيروقراطيّيها ومقاتليها أتعابهم".

وتابع: "في غياب خيارات أخرى، قرّرت حماس أن تدخل في لعبة مع إسرائيل لا ربح ولا خسارة فيها. فحتّى وإن لم تتمّ تلبية مطالبها كلّها، ستحصل حماس على مزيد من الوقت كي تتنفّس. وإذا فشلت، وشنّت إسرائيل عمليّة شاملة في غزّة، سيكون من الأفضل لها أن تبيّن أن "العدوّ الصهيونيّ" أطاح بحكومتها بواسطة دبّاباته وطائراته، بينما حارب مقاتلوها حتّى نقطة الدم الأخيرة باسم الشعب الفلسطينيّ".

لقد أثارت الصواريخ التي أطلقتها حماس على إسرائيل ضجّة إعلاميّة كبيرة، وتمّت تغطيتها على مدى ساعات طويلة من البثّ المباشر المتمحور حول "ماراثون كارثيّ" صبّ في مصلحة حماس، بحسب ما كتب مزال معلّم، قال سياسيّ إسرائيلي يمينيّ فضّل عدم الكشف عن اسمه إنّ "الهستيريا الحاصلة هنا تصبّ في مصلحة حماس في الدرجة الأولى. يبدو وكأنّ مواطني إسرائيل جميعهم يعملون من أجل حماس. فقد حدّدت بضع صواريخ أُطلقت على غوش دان جدول أعمال اليوم، وكأنّنا لا نملك الجيش الأفضل في العالم"".

وتعطّل روتين حياة الإسرائيليّين، فحلّت الملاجئ محلّ المخيّمات الصيفيّة بالنسبة إلى الكثير من الأطفال الإسرائيليّين. وفي جنوب البلاد، أصبح الخوف مستحكماً. 

خلص دانيال بن سايمون بعد التحدّث إلى رئيس بلديّة سديروت السابق، إيلي مويال إلى التساؤل: "في أيّ بلد آخر يعيش الناس هكذا؟ في أيّ بلد آخر يكبر الأطفال على فوّهة بركان؟ ما يحصل هنا جنون".

 
 

  كلمات مفتاحية