ستراتفور: مصير مجموعة بن لادن يرعب المستثمرين في السعودية

الأربعاء 20 مارس 2019 12:03 م

كشفت "رويترز" في تقرير لها عن وثيقة صادرة عن وزارة التجارة السعودية تكشف تفاصيل ترتيب إدارة جديدة لمجموعة "بن لادن" السعودية، تشمل سيطرة شركة "استدامة"، المملوكة لوزارة المالية على 36% من شركة الإنشاءات والهندسة العملاقة.

ويمنح الترتيب تكتل "مجموعة بن لادن العالمية القابضة" نسبة 64% المتبقية ولكن بعد أن تمت إعادة هيكلته تحت اسم شركة "بن لادن للتنمية والاستثمار التجاري".

وينتمي عضوان فقط من أعضاء مجلس إدارة الشركة القابضة الجديدة، المؤلفة من 9 أعضاء، إلى العائلة المؤسسة للمجموعة، وهما "سعد" و"عبدالله بن لادن".

ويرأس "خالد نحاس"، وهو عضو في اللجنة المكونة من 5 أشخاص التي تقود عملية إعادة هيكلة الشركة، مجلس الإدارة.

ولا يخلو مصير مجموعة "بن لادن" من آثار كبيرة، ليس فقط على الشركات السعودية، ولكن أيضا على الشركات الأجنبية التي تتطلع إلى العمل مع الحكومة السعودية، وكذلك على تقدم خطة الإصلاح السعودية الطموحة، "رؤية 2030".

وبالنسبة للشركات السعودية، يعطي مصير "مجموعة بن لادن" مشاعر مختلطة. فقد واجهت الشركة، التي كانت مملوكة بالكامل لعائلة "بن لادن"، ديونا بمليارات الدولارات، وقضايا عدم كفاءة تطلبت إعادة الهيكلة.

ونظرا لأن الحكومة السعودية كانت أكبر عميل لمجموعة "بن لادن"، فقد كان من المنطقي أن تتدخل الرياض، التي تشعر بالقلق إزاء جدوى الشركة.

ولكن من خلال جعل "نحاس"، أحد الموالين للحكومة من خارج الأسرة، رئيسا لمجلس الإدارة، وتعجيل إعادة الهيكلة لحساب الديون فمن الواضح أن الحكومة السعودية تبتز الشركات المماثلة لـ"مجموعة بن لادن" لتسليم أصولها لدعم أهداف الإصلاح في الرياض.

واستأنفت الشركة عملياتها في بعض مشاريعها الضخمة البارزة، بما في ذلك بناء منشآت جديدة في المسجد الحرام في مكة، وكذلك مشروع تطوير مدينة "نيوم" على ساحل البحر الأحمر، التي ورد أنها توقفت مؤقتا في عام 2015.

وبالنسبة للشركات الأجنبية، التي تستكشف إمكانية العمل مع الرياض، يقدم هذا الموقف مثالا مثيرا للقلق لحالات محتملة للتأميم المستتر. وعلى الرغم من أن الحكومة السعودية تقوم بعملية إعادة الهيكلة رغبة في أن تظهر للشركات الأجنبية التزامها بالجودة والشفافية والممارسات الأفضل لإدارة الديون في الشركات الكبرى، إلا أنها تظهر أيضا استعداد الرياض لإجبار شركة خاصة على إعادة الهيكلة.

وفي سياق "رؤية 2030"، يظهر مصير "مجموعة بن لادن" التزام الحكومة المستمر بالخطة، ورغبتها في الاستفادة من شركات القطاع الخاص السعودية الكبرى لتحقيق أهداف الرؤية.

وتم إلقاء القبض على 3 من أفراد عائلة "بن لادن" كجزء من تحقيقات مكافحة الفساد لعام 2017، والتي أظهرت بوضوح كيف سعت الحكومة السعودية بقيادة ولي العهد "محمد بن سلمان" إلى دفع مجموعة "بن لادن" إلى إعطاء الأولوية لأجندة الحكومة على مشاريع الشركة الخاصة. وتوضح طريقة معاملة الشركة أنه في المملكة، غالبا ما تختلط السياسة بالأعمال، وفي بعض الأحيان لا تكون النتائج في صالح الشركات.

وتعود أهمية "مجموعة بن لادن" إلى كونها أقدم شركة بناء في المملكة والتي يعود تاريخها إلى الدولة السعودية الحديثة. لذا فإن مصير الشركة يعد مؤشرا على مستقبل أعمال الشركات المماثلة في المملكة، والمخاطر الكامنة في نموذج الأعمال السعودي المرتبط بشكل رئيسي بأعمال الدولة ومدفوعاتها، وبتغييراتها السياسية في الوقت نفسه.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

مجموعة بن لادن استدامة إعادة الهيكلة مكافحة الفساد

السعودية تقلص نفوذ عائلة بن لادن على مجموعتهم

مصادر سعودية: إطلاق سراح مؤقت لرئيس مجموعة بن لادن السابق

«مجموعة بن لادن» السعودية تغير اسمها وتقلص حجمها

أسهم البنوك السعودية تصعد بعد رفع الحظر عن مجموعة بن لادن

السعودية.. وسوم غاضبة بتويتر بسبب تأخر رواتب موظفي بن لادن

مجموعة بن لادن.. القصة الكاملة لانهيار عملاق المقاولات السعودي

مصادر: كورونا يخفض وظائف ورواتب بن لادن السعودية