الخارجية القطرية: لا مستقبل واعدا بسوريا دون عدالة انتقالية

الأربعاء 27 مارس 2019 07:03 ص

عبرت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية القطرية "لولوة الخاطر" عن تشاؤم الدوحة إزاء مستقبل سوريا بعد تطهير آخر جيب لتنظيم الدولة الإسلامية شرق البلاد ما لم تنطلق "العدالة الانتقالية" بها.

وأكدت الدبلوماسية القطرية، الثلاثاء، في مقابلة مع موقع "المونيتور" في واشنطن، أن الدوحة تعهدت بأن تكون جزءا من مساعي إعادة الإعمار في سوريا، "إلا أن ذلك يتطلب وجود ضوابط وتوازنات معينة لضمان أن يستفيد المانحون من هذه الجهود"، حسب قولها.

وأشارت إلى ضرورة أن تكون إعادة إعمار سوريا "عملية جماعية كي لا تشارك فيها قطر وحدها، بل والأمم المتحدة والقوى الدولية المعنية".

وتابعت المتحدثة القطرية: "بالنسبة لمستقبل سوريا.. من خلال عدسة تنظيم الدولة والتطرف العنيف وما إلى ذلك.. فهو ليس واعدا للغاية. خسر التنظيم أراضيه مرة أخرى، لكن جذور المشكلة لا تزال موجودة، ليس فقط الأيديولوجية، بل والعوامل الاجتماعية والاقتصادية لا تزال قائمة أيضا".

وأردفت: "لقد ذكرنا أنه ما لم تنطلق عدالة انتقالية في سوريا، فسيكون من الصعب للغاية منع انتعاش تنظيم الدولة".

كما أكدت المتحدثة القطرية أن بلادها تضم صوتها إلى الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والمجتمع الدولي الذي عبر عن قلقه العميق حيال اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة (إسرائيل) على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

وفي سياق متصل، عبرت المتحدثة باسم الخارجية القطرية عن أملها في أن تتمكن الدوحة من "تسهيل عملية سلام دائمة" في أفغانستان "تشمل الجميع ولا تستثني أحدا، وتضمن عدم ممارسة أعمال عنف ضد أي مدنيين أبرياء".

نوهت الدبلوماسية القطرية إلى أن أحدث جولة من المفاوضات بين حركة "طالبان" والولايات المتحدة كانت هي الأطول على الإطلاق (16 يوما) واعتبرت ذلك إنجازا؛ (لأن قطر ليس لها مصالح أنانية أخرى في هذا، ولهذا السبب فإن أصحاب المصلحة المختلفين يثقون بها".

وفيما يتعلق بخطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط، والتي طال انتظارها وسمتها وسائل الإعلام بصفقة القرن، قالت إنها من المتوقع أن تصدر بعد انتخابات 9 أبريل/نيسان في (إسرائيل)، وحذرت من فرض خطة تتجاهل حقيقة الواقع لأنه ذلك "قد ينجح بالنسبة للسياسيين، لكنه لن ينفع الشعوب" .

وأكدت: "يجب احترام قرارات الأمم المتحدة العديدة التي صدرت على مدار السنين (..) هذا هو توقعنا وهذا هو أملنا. ستعمل قطر بلا كلل لتحقيق سلام عادل ودائم. وهذا المصطلح (دائم) مهم. لن ندخر أي جهد في ذلك".

وعن الأزمة الخليجية ومستقبلها، أشارت متحدثة الخارجية القطرية إلى محاولة الولايات المتحدة والكويت الانخراط في وساطة لحلها، لكن أيا من دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لم تستجب لها، حسب قولها.

وتابعت: "لسوء الحظ، نحن حيث كنا قبل عام ونصف تقريبا (..) الآلاف من الأسر تدفع ثمن هذا، فهي بحاجة إلى الذهاب لدولة ثالثة كي تتمكن من الاجتماع، هذا بالتأكيد ليس وضعا صحيا، وله عواقب أخرى كثيرة، بما في ذلك العواقب السياسية على المنطقة بأكملها. دعونا نتذكر أن نفس الجهات الفاعلة التي فرضت هذه الأساليب علينا تخلق مشاكل في أماكن أخرى بالمنطقة".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية