يحتفل مهاجم نادي أهلي جدة السعودي ومنتخب سوريا، "عمر السومة"، الخميس، 28 مارس/آذار، بذكرى ميلاده الـ30.

ويعد "السومة" أفضل مهاجم عربي خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، تحديدًا منذ انتقاله إلى أهلي جدة قادماً من القادسية الكويتي، صيف 2014.

وبسبب الأحداث السورية التي انطلقت بداية 2011 وسط موجات الربيع العربي، والتي لا تخفى على أحد، اضطر "السومة" لقضاء شبابه بين الكويت والسعودية.

ويتميز "السومة" بالقدرات البدنية والطول الفارع مرورًا بالفطرة السليمة في التحرك في المساحة الخالية اتجاه المرمى نهاية بالقدم التي تمتلك 10 عيون لا ترى سوى المرمى.

في الكويت قام "السومة" بفعل كل شيء حيث سجل 63 هدفًا وتوج ببطولتي دوري وبطولتي كأس وبطولتي سوبر في 3 سنوات.

وبعد مشاكل مع إدارة القادسية من جانب وتهديد الكويت بإيقاف النشاط الكروي من جانب آخر، رحل "السومة" إلى أهلي جدة، وفي أول مواسمه 2014-2015 توج هدافًا للدوري السعودي برصيد 22 هدفًا في 22 مباراة.

وفي الموسم التالي سجل 27 هدفًا في 22 مباراة بالدوري السعودي، وكانت تلك الأهداف العامل الرئيسي في تحقيق أهلي جدة للقب للمرة الأولى منذ 32 عامًا.

وواصل المهاجم السوري الملقب بـ"العقيد" في التألق وفاز بجائزة هداف الدوري السعودي للمرة الثالثة توالياً برصيد 24 هدفًا عن موسم 2016-2017، ليصبح اللاعب الأول في تاريخ الدوري السعودي الذي يسجل أكثر من 20 هدفًا لثلاث مواسم متتالية.

وفي ظل الأحداث التي تمر بها سوريا، لم يكن "السومة" بعيداً عنها، فهو في الأصل مواطن سوري له عائلة ويهتم بأمان مستقبلهم، ما دفعه للغياب عن منتخب نسور قاسيون حتى 2017، ما فتح الباب أمام التكهنات حول موقفه من نظام "بشار الأسد".

وعندما عاد "السومة" إلى منتخب سوريا الأول في تصفيات كأس العالم 2018، قام بمعجزة تؤهل نسور قاسيون لملحق أمام منتخب أستراليا وسجل هدفًا في الذهاب وهدف الإياب وتوقف التأهل تحت قدميه بركلة حرة مباشرة في الدقيقة 119، لترتطم بالقائم.

وأصبح "السومة" بطلاً شعبيًا، ولكن ذلك لم يدم طويلاً حيث ظهر في  لقاء تلفزيوني يشكر فيه الرئيس "بشار الأسد" بسبب اهتمامه بالرياضة السورية ورعايته لها، فتلقى الهجوم من كل حدب وصوب، بل اتهم بأنه معارض للثورة السورية وأن النظام السوري يستخدمه ضمن أساليبه، رغم أن مصادر كثيرة تضمنت أن مهاجم أهلي جدة تدخل ليفرج "بشار" عن أحد أصدقائه القدامى، لذلك شكره.

ويعد "السومة" من طراز عالمي، ليس ذلك فحسب بل إن أرقامه فعليًا من الصعب ذكرها جميعًا، ولكن على سبيل المثال لعب السومة 102 مباراة في الدوري السعودي وسجل 100 هدف وبات أسرع لاعب يسجل 100 هدف، وهو صاحب أسرع هدف لبديل وأعلى معدل تهديفي وتسجيله في كل فرق الدوري التي قابلها.

وعلى مستوى الأندية بشكل عام، خاض "السومة" 142 مباراة، أحرز 135 هدفاً وقدم لزملائه 20 تمريرة حاسمة.

ربما كان "السومة" في مكان أفضل في أوروبا الآن، ولكن وعلى حد قوله إن الوضع السوري صعب، كذلك ارتباطه بأهله وصعوبة تركهم حجمه كثيرًا.

وعاش "السومة" فترة تدريبية مع نادي نوتنجهام فورست الإنجليزي، ولعب 3 وديات سجل هدفين ما أبهر المدرب "شون أودريسكول" وحفزه للتعاقد معه في 2012، ولكن حسب بعض الأخبار لم ينجح "العقيد" في استخراج تصريح عمل، ربما بسبب جواز سفره السوري.