قرقاش: كان من المهم ابتعاد المنطقة عن الإسلام السياسي

الخميس 28 مارس 2019 05:03 ص

سلط وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية "أنور قرقاش"، الضوء على حالة القلق التي تشعر بها دولة الإمارات إزاء ما وصفه بحالة الانقسام الحالية التي يعيشها المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن تلك الحالة أثرت بشكل سلبي على المنطقة وأصبح لازما على دولها التكيف بنفسها بينما لا تملك الأدوات لتحقيق هذا.

وشدد "قرقاش" أنه كان من المهم أن تبتعد المنطقة عما وصفه بالإسلام السياسي، مشيرا إلى أن بلاده تواجه مأزقا حقيقا في اليمن بسبب تغير قواعد اللعبة على المستوي العالمي بشكل دائم.  

جاء ذلك في مقابلة أجراها "قرقاش" مع صحيفة "ذا ناشيونال" الناطقة بالإنجليزية التي تصدر من أبوظبي، ونشرتها الأربعاء.

وقال "قرقاش"، إن النظام العالمي الذي يعتريه الانقسام والتجزؤ على نحو متزايد، واحتمالية انسحاب أمريكا من المسرح العالمي يثير القلق بالنسبة للإمارات.

وأضاف أن بلاده تود أن تري المزيد من التوحد عبر الحدود، حيث إنها تنظر بقلق بالغ إلى الانقسامات الراهنة في أوروبا وإمكانية حدوث المزيد من المواجهات بين الولايات المتحدة والصين.

ووصف "قرقاش" الوضع العالمي بأنه "شديد السيولة" ومقلق للغاية، مشيرا إلى أن المزيد من التنافس بين الدول كان بمثابة تحد بالنسبة لبلاده.   

وقال "مؤخرا كنت في رحلة إلى واشنطن، ثم ذهبت إلى أوروبا، وما رأيته أن هناك حالة من التقييم الذاتي".  

ومضي قائلا " في أمريكا، من الواضح أنه هناك حوارا داخليا ضخما حول مكانة أمريكا في العالم، ولاسيما في الشرق الأوسط".

وأشار إلى أنه يشعر بقلق بالغ بشأن وقوع أي مواجهة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لأنه بوضوح كلما زاد التعاون بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا كان ذلك أفضل بالنسبة للإمارات وكلما زاد الاتفاق زاد التعاون في النظام الدولي، وكان ذلك أفضل بالنسبة لنا والعكس بالعكس.

وعلى صعيد آخر، شدد "قرقاش"، أنه كان من المهم أن تبتعد منطقة الشرق الأوسط بنطاقها الأوسع، عن الإسلام السياسي، كنظام للحكم معتبرا أن ذلك كان سيكون بمثابة فشل تام.

وقال "إذا نظرت إلى الإسلاميين السياسيين، فقد سيطروا على مصر. إذا نظرتم إلى أدبياتهم ستري مئات الكتب عن الفصل بين الرجال والنساء.. لكن لديهم القليل جدا من الإسهامات في إدارة الاقتصاد المعاصر".

وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أقر "قرقاش" أن تغيير الديناميات العالمية. خلقت معضلات بالنسبة لدولة الإمارات، لاسيما فيما يتعلق بشأن اتخاذ قرار باليمن.

وقال "قرقاش" "بالنسبة لبلد مثل الإمارات نحن في مأزق، لأن قواعد اللعبة تتغير.. ولهذا فجأة وجدنا أن لدينا تحديا مثل اليمن على سبيل المثال ماذا سنفعل هناك؟".

وتابع" هل نؤمن مصالحنا واستقرارنا الإقليمي أو نسمح بظهور سيناريو أخر لحزب الله، كما رأينا في عام 1983".

وعقب "قرقاش": لذلك كان لدينا خياران صعبان واخترنا الأول، ثم لاحظنا أن روايتنا الاستراتيجية ضاعت وسط رواية أكبر وهي الرواية الإنسانية ".

وختم "قرقاش" "لذا، هذه كلها قضايا في منطقة يتخبط فيها النظام الدولي ومن المفترض أن تتكيف المنطقة نفسها ولكن ليس لديها بالفعل أدوات للتكيف".      

 

 

 

المصدر | ذا ناشيونال

  كلمات مفتاحية