المتحف الوطني.. وردة الصحراء تحكي قصة قطر

الخميس 28 مارس 2019 11:03 ص

"فاتن.. مذهل.. مبهر.. استثنائي من الداخل والخارج"..

بهذه الأوصاف احتفى النقاد بالمتحف الوطني على كورنيش الدوحة، الذي يعد أحدث مشروع ثقافي ضخم في قطر، وافتتحه أميرها "تميم بن حمد آل ثاني"، مساء الأربعاء؛ ليقدم تجربة تفاعلية ترصد تطور الحياة في بلاده، من خلال تحفة معمارية على شكل وردة الصحراء.

ويروي المتحف، الذي افتتح للجمهور الخميس، قصة قطر من عصور ما قبل التاريخ (منذ نشأتها الجيولوجية قبل ملايين السنين) وحتى اليوم، بما في ذلك الأحداث السياسية الجارية، متمثلة في الحصار الذي تفرضه السعودية وغيرها من دول الخليج المجاورة.

ويعود تصميم المتحف إلى  المهندس المعماري الفرنسي "جان نوفيل"، الذي سبق له تصميم متحف "اللوفر أبوظبي"، وفاز بجائزة بريتزكر عام 2008.

ويتكون تصميم "نوفيل" الفريد من 539 قرصًا منقوشًا تبدو وكأنها تصطدم مع بعضها البعض بزوايا مدهشة، ويتضمن 11 صالة عرض تضم قطعا أثرية ومنحوتات، تشمل تلك الخيمة التي استخدتمها الشعوب البدوية في قطر.

أما جدران المتحف المائلة فلم يتم تعليق أي من المعروضات بها، وبدلاً من ذلك، يتم عرض الأفلام التي تحكي قصة قطر عليها، وفقا لما أوردته "نيويورك تايمز".

هندسة متفردة

 

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المصمم الفرنسي أن تصميم وردة الصحراء مستوحى من تشكيل معدني موجود في قطر وفي بلدان أخرى، "يبدو بصورة تقاطع شفرات عشوائي"، وبالتالي "لا يمكن التنبؤ بهندسته إلى حد بعيد" حسب قوله.

ووصف "نوفيل" مبنى المتحف بأنه "إيقاعي للغاية"، إذ تتدفق فيه المساحات إلى بعضها البعض بانسيابية، مشيرا إلى أنه بدأ في تصميمه عام 2003، وأن شركة آروب (Arup) (مقرها لندن) هي من وقفت وراء تطبيقه.

وقالت شقيقة أمير قطر، الشيخة "المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني"، إن "نوفيل" أنشأ متحفا للقرن الحادي والعشرين، مشيرة إلى أن ما أبدعه لم يكن من الممكن تصميمه قبل بضع سنوات.

وأوضحت، في تصريح عبر الهاتف للصحيفة الأمريكية، أن ندرة المسطحات المستوية تقف وراء الاضطرار لاستخدام الفيديو بالمتحف، الذي وصفته بأنه "محلي" بالمقام الأول.

وتابعت: "تركز جميع مشاريعنا على الجاني المحلي أولاً. يجب أن يمثل المتحف هويتنا الوطنية".

وذكرت شقيقة الأمير أن أحد أهم المعروضات بالنسبة لها هي تلك الأبيات الشعرية التي كتبها مؤسس قطر، الشيخ "جاسم بن محمد آل ثاني"، ويقدمها المتحف بإعدادات صوتية فريدة، مضيفة: "الآن بات متاحا للجميع مشاهدتها وتأملها".

ويحتوي المتحف أيضًا على صالات تعرض موارد النفط والغاز في قطر، إحداها عبر فيلم للفنان الأمريكي "دوغ أيتكين"، وهي الموارد "التي لم يكن المتحف ليتجاهل دورها في تقدم قطر" بحسب الشيخة "المياسة".

وأشارت إلى أن الكثير من شباب قطر يطالبون بنظرة أكثر صداقة للبيئة، وعلقت على ذلك بقولها: "نحن منفتحون على النقد طالما كان بناء".

المصدر | نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية