العلوي: الجيش الجزائري سيحاول الاستفادة من تجربة المغرب

السبت 30 مارس 2019 03:03 م

توقع الأمير المغربي "هشام العلوي"، ابن عم ملك المغرب، أن تحاول المؤسسة العسكرية الجزائرية الاستفادة من منهجية المخزن المغربي في معالجتها لمطالب الديمقراطية، ولكن إذا حدث وانتقلت الجزائر ديمقراطياً وقتها سيكون المخزن المغربي في وضع صعب.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها "العلوي" في جامعة دوك في كارولاينا الشمالية في الولايات المتحدة، الخميس، خلال معالجته لتطورات الربيع العربي وخاصة بعد انتفاضة الجزائريين، بحسب صحيفة "القدس العربي".

وقال "العلوي" إن التظاهرات الشعبية في الجزائر من أجل الديمقراطية ونهاية نظام الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" على شاكلة مصر، فالمؤسسة العسكرية في الجزائر هي عماد الدولة، وكانت مرحلة "بوتفليقة" تجربة محدودة للحد من هذه الهيمنة عبر لجوئه إلى نخبة من رجال الأعمال وإعادة النظر في دور الأجهزة الأمنية.

ورأى "العلوي" أن سقوط "بوتفليقة" يعني عودة العسكريين إلى واجهة الساحة السياسية، مشيرا إلى أن الجزائر تعيش مرحلة انتقال، ولكن ليس بالضرورة نحو الديمقراطية.

وأضاف الأمير المغربي: "المؤسسة العسكرية ستحاول الاستفادة من غريمها الذي هو المخزن المغربي، من خلال تجديد النظام والنخب. وفي الجانب الآخر، يتابع المخزن المغربي بترقب وتوجس. وتقاسم النظامان الملكي والعسكري مميزات مشتركة وهي الأوتقراطية الليبرالية مع نخب متعددة ومسلسل غامض بشأن اتخاذ القرار".

وتابع: "إذا اتخذ النظام الجزائري خطوات واقعية نحو الدمقرطة، سيجد النظام المغربي نفسه في وضع غير مريح".

ومضى بالقول: "عملياً، يتابع المغاربة باهتمام كبير ما يجري في الجزائر ويصفقون لانتفاضة الجماهير الشعبية هناك، ويتساءلون إلى أي حد ستؤثر هذه الأحداث على المسار السياسي المغربي الذي يتميز الآن بعزوف كبير من الوضع السياسي الحالي".

واعتبر "العلوي" أن آثار ونتائج هذا الحدث السياسي الكبير في الوقت الراهن شبيهة بتلك التي شهدتها أوروبا خلال ثورات 1848.

وتناول وجود اختلافات تتجلى في إنتاج الثورة المضادة للربيع العربي نسخة غير موفقة من السلطوية، لا تدرك الوضع الاجتماعي الجديد، وهذا ما يجعل درجة سلطويتها في تراجع.

وأوضح أن السلطوية في أوروبا إبان ثورات 1848 كانت تحاول امتصاص الغضب والتحايل على التغيير من خلال تقديم نموذج من النظام السياسي أو على الأقل إصلاحات هدفت إلى إدماج القوى الوطنية الجديدة. في المقابل، تحاول السلطوية في العالم العربي قمع التغيير من خلال تحييد جميع أنواع المعارضة.

وختم بالإشارة إلى دور روسيا والصين في التغييرات السياسية نحو الديمقراطية، مؤكدا عدم رغبتهما في الدفاع عن الديمقراطية.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية