قمة تونس متعثرة قبل بدئها.. القادة والملفات مثار خلاف

السبت 30 مارس 2019 04:03 ص

بدأ وصول الزعماء والرؤساء والملوك العرب المشاركون في القمة العربية الثلاثين، المقرر عقدها الأحد في تونس برئاسة الرئيس "الباجي قائد السبسي".

وأكد المتحدث الرسمي باسم القمة العربية "محمود الخميري" أن الرئيس السوداني "عمر البشير" لن يحضر القمة.

كما أكدت مصادر اعتذار الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" عن عدم الحضور، وغياب كل من ملك المغرب "محمد السادس"، وسلطان "عمان قابوس بن سعيد"، والرئيس الجزائري "عبدالعزيز بوتفليقة"، في حين سيرأس الوفد الإماراتي حاكم إمارة الفجيرة "حمد بن محمد الشرقي".

في المقابل تأكدت مشاركة ملك السعودية "سلمان بن عبدالعزيز" الموجود في تونس، وأمير الكويت "صباح الجابر الصباح"، وأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، والرئيس العراقي "برهم صالح"، وملك الأردن "عبدالله الثاني"، والرئيس اللبناني "ميشال عون"، ورئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي "فائز السراج"، والرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي"، والرئيس الجيبوتي "إسماعيل عمر جيله".

المقاومة الفسطينية

ولفت وزير الخارجية المغربي "ناصر بوريطه" نظر زميله الفلسطيني "رياض المالكي" خلال النسخة الثانية من الاجتماعات التحضيرية لقمة تونس على مستوى وزراء الخارجية العرب إلى أن السلطة الفلسطينية نفسها لا تتبنى خيار المقاومة حتى تتبناه قمة تونس.

وكان "المالكي" قد طالب القمة بدعم وإسناد الموقف الرسمي الفلسطيني ومساندة مقاومة الشعب الفلسطيني. 

وقدر وزراء خارجية بأن مفردة "المقاومة" التي استعملها "المالكي" هنا لا يقصد بها خيار المقاومة المسلحة ولا حركة حماس بقدر ما يتحدث فيها عن "صمود " الشعب الفلسطيني وحاجته للدعم بدلا من الضغط عليه.

وقرر الوزير المغربي دون غيره التخفيف من حدة اللهجة الفلسطينية مقترحا بروح دعابة أان المؤسسات الفلسطينية الرسمية لا تتبنى خيار المقاومة.

وكان ما أثار حفيظة الوزراء العرب، تذكير "المالكي" نظراءه بقرار القمة العربية عام 1980، والذي ينص على قطع الدول العربية علاقاتها بأي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما أثار مواجهة خلال الاجتماع.

الجزر الإماراتية

ولم تكن تلك المواجهة اليتيمة في كواليس وزراء الخارجية فقد اعترض رئيس الوفد الإماراتي بشدة على خلو النسخة الأولية من البيان الختامي للقمة من الفقرة المعتادة التي تتحدث عن الاحتلال الإيراني لجزيرتين إماراتيتين.

وتوجه الوفد الإماراتي بالملامة للأمين العام  للجامعة العربية "أحمد أبوالغيط" متسائلا عن مبررات "نسيان" جزر الإمارات المحتلة مما دفع الأمين العام لتوضيح يتحدث فيه عن سقوط غير مقصود لتلك الفقرة الخاصة بالإمارات.

ورغم عدم اهتمام الإمارات بالعادة بتحرير تلك الجزر إلا أن المراقبين ربطوا بين التذكير الإماراتي وبين نمو روح المناكفة لإيران خلال تحضيرات القمة حيث يتوتر المناخ مع وزيري خارجية العراق ولبنان حصريا كلما تصاعد الخطاب السعودي او الإماراتي ضد إيران.

صراع عراقي

وفي الأثناء تحدثت أوساط عراقية عن صراع حصل في بغداد على هوية من يترأس وفد العراق للقمة العربية حيث تحمس الرئيس العراقي "برهم صالح" للحضور مع الزعماء العرب وهو الخيار الذي لم يعجب رئيس الوزراء "عادل عبدالمهدي".

أسباب أمنية

وفي الأثناء فاجأت القيادة المصرية جميع أوساط القمة بنبأ لم يتأكد بصفة قطعية بعد عن احتمالية غياب الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" عن قمة تونس ولأسباب أمنية كما أشارت تقارير إعلامية تونسية.

وظهرت ملامح "الانزعاج التونسي" من احتمالية غياب الرئيس المصري عبر التصريح المنقول عن المستشار السياسي للرئاسة التونسية "نورالدين بن تيشه" والذي أبلغ فيه بعدم حضور "السيسي" لاجتماع القمة حيث قال إن السيسي "قرر عدم الحضور" وفي اللحظة الأخيرة، معتبرا أن "الأمر شأن يخصه" وهي لغة تتحفظ على الإشارة لاعتبارات "أمنية" تقرر بعدها ألا يحضر "السيسي" في اللحظات الأخيرة.

ورغم أن القمة وصفت مبكرا بأن "بصمتها سعودية" بسبب وجود الملك "سلمان بن عبدالعزيز" في تونس قبل أربعة أيام من انعقادها إلا أن غياب "السيسي" المحتمل سينتج التساؤلات عن اختراقات محتملة ناتجة عن الإحراج السياسي لفعاليات القمة في الشراكة السعودية المصرية دون الغرق في المزيد من التحليلات.

ويخلط غياب "السيسي" بعض أوراق القمة المبعثرة أصلا بسبب أجنداتها المتعاكسة.

وتنطلق، الأحد المقبل، الموافق الواحد والثلاثين من الشهر الجاري، في تونس العاصمة، اجتماعات الدورة 30 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بمشاركة قادة الدول العربية.

وستبحث القمة العربية تطورات الأزمة السورية، والتطورات في اليمن وليبيا، إلى جانب دعم جهود السلام والتنمية في السودان، والتضامن مع لبنان ودعم جمهورية الصومال إلى جانب قضايا أخرى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية