ربما يكون هذا خبرا سارا للأمهات اللواتي لديهن طفل مصاب بالتوحد، بعد أن كشف العلماء أنه بالرغم من عدم قدرة هؤلاء الأطفال على تفسير تعابير وجوه الغرباء جيدا، إلا أن بعضهم يستطيع قراءة وجوه أمهاتهم مثل الأطفال العاديين غير المصابين بالتوحد.
وشملت الدراسة أطفالا تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات، يعانون من مرض التوحد أو لا، شاهدوا 5 تعبيرات للوجه (سعيدة وحزينة وغاضبة وخائفة ومحايدة) على وجوه مألوفة وغير مألوفة.
وكان الأطفال الذين لا يعانون من التوحد قادرين على قراءة الغرباء بشكل أفضل، خاصة عندما أظهرت وجوههم عواطف سلبية مثل الخوف والحزن.
ولكن أمكن للأطفال المصابين بالتوحد غير الشديد قراءة العواطف التي تعبر عنها تعابير وجوه أمهاتهم مثل الأطفال الذين لا يعانون من مرض التوحد.
هذا دفع مؤلف الدراسة الرئيسي لأن يقول إن الدراسات المستقبلية يجب أن تتحرى ما إذا كان هذا التأثير ينطبق أيضا على تعبيرات الأفراد المألوفين الآخرين، بما في ذلك الآباء والإخوة والأخوات وزملاء الفصل.
وقالت إحدى المشاركات في البحث: "من غير الواضح ما إذا كان نقص قدرة الأطفال الذين يعانون من التوحد على قياس المعلومات العاطفية من وجوه الغرباء يرجع إلى عجز حقيقي في قدرتهم على المعالجة، أم إلى الطبيعة غير المبالية للمشاعر السلبية".
وقال الفريق إن الصعوبات في التعرف على تعبيرات الوجه السلبية أو المعقدة قد تكون بسبب الاختلافات في الاتصال البصري وسلوك تتبع العين، كما أظهرت دراسات أخرى أن الأطفال المصابين بالتوحد يركزون بدرجة أقل على العيون ويركزون أكثر على الأجزاء الأخرى من الوجه التي تكشف بدرجة أقل عن الحالة العاطفية للفرد.
