الجزائر.. هل يعود زروال ليشرف على المرحلة الانتقالية؟

السبت 30 مارس 2019 12:03 م

رجحت تقارير إمكانية عودة الرئيس الجزائري السابق "اليمين زروال" (78 عاما) إلى واجهة السلطة السياسية بالبلاد؛ لتولي مهمة الإشراف على المرحلة الانتقالية في البلاد، وذلك عقب انتشار أنباء تفيد بانتقاله إلى العاصمة من مسقط رأسه بمدينة "باتنة" شرقي الجزائر.

وقالت صحيفة "الخبر" المحلية إن "زروال" انتقل، الجمعة، إلى العاصمة الجزائرية قادما من مسقط رأسه "باتنة"، مشيرة إلى أن تلك الخطوة جاءت بعد ساعات من تجمع الآلاف من المواطنين أمام منزله في باتنة، وخرج أمامهم وقدم لهم التحية.

وفى السياق ذاته، أفاد موقع "سبق برس" أن "زروال" استقبل مبعوثين من جهة سيادية (لم يحددها)، وقد تم التطرق للوضع العام في البلاد، واقترح المبعوثين عليه تولي مسؤولية في المرحلة المقبلة.

وأضاف الموقع أن اتصالات عقدت مع رئيس حكومة أسبق من أجل مرافقة "زروال" في المهمة الجديدة، مؤكدا أن سبب انتقال الرئيس السابق هو أن لقاء في العاصمة ينتظر أن يجمعه برئيس الحكومة الأسبق.

وتباينت ردود الفعل في الشارع الجزائري حول عودة "زروال" بين مرحب باعتباره زاهد في السلطة ونزيه ومتواضع، وبين ورافض رأي لأنه من وجوه العشرية السوداء في التسعينات (الحرب الأهلية) كما شهد عهده الكثير من التجاوزات.  

من جهته لا يرى الناشط الحقوقي والسياسي "عبدالغني بادي"، أن "زروال" هو الخيار الأمثل لقيادة الجزائر في المرحلة الانتقالية، مبررا موقفه بفشل الرئيس السابق في تسيير مرحلة حاسمة من تاريخ الجزائر، وفقدانه السيطرة على مفاصل الدولة، وظهوره في شكل العاجز وهيئة "نصف رئيس".

وقال "بادي": زروال ليس رجل المرحلة.. ما تمر به الجزائر يمثل جيلا آخر ورؤية أخرى، وحتى نظريات الممارسة السياسية في البلاد تغيّرت.. إنه لا يمثل رجل الإجماع، ولا يفقه في السياسة.

وأضاف: "زروال عائد من الأرشيف بعدما اعتكف في بيته ولم يمارس السياسة عشرين سنة"، مؤكدا أن استقدام العسكري السابق إبقاء للسلطة في يد من يتحكمون في البلاد حاليا.

وذكر أن "زروال" ساير الانقلاب على المسار الديمقراطي عام 1992، وأيد انتخابات شابها تزوير واسع، كما غاب عن المشهد لعقدين كاملين، مما يجعله بعيدا عن تطلعات أبناء الجيل الجديد الذين يقودون الحراك الحالي.

وفى المقابل، رأي المحلل السياسي والأستاذ بجامعة الجزائر "عبدالعالي رزاقي" أن هناك الكثير من الأسباب تدفع الجزائريون بالقبول بعودة الرئيس السابق لواجهة السلطة السياسية في البلاد.

وقال "رزاقي" إن "زروال" أقدم في المؤسسة العسكرية من القائد الحالي للجيش الفريق "أحمد قايد صالح"، مشيرا إلى أنه يتمتع بخبرة سابقة في أعلى مناصب الدولة، ويعرف عنه أنه نزيه لم يتلطخ اسمه بفضائح الفساد التي هزت البلاد

وأضاف "رزاقي" أن "زروال" استقال عام 1999 حين شعر بضغوط من المؤسسة العسكرية عززت من رصيده لدى الجزائريين، وجعلت اسمه مطروحا من مجموعة من الشخصيات الوطنية وأحزاب المعارضة خلال اجتماعاتها الأخيرة.

ورفض "رزاقي" كل ما يشاع حول الرئيس السابق واتهامه "بالتخلي عن البلاد في الوقت الذي كانت بحاجة إلى موقف مغاير يضمن استقرارها.

وقال: "ليس من السّهل على الرجل النظيف أن يستمر وسط ضغوط مجموعة فاسدة أرادت حكم البلاد".

واستدل بأن "زروال" يرفض أي تعامل مع "بوتفليقة"، متسائلا "إذا كان قد مهّد للسلطة الحالية أو كانت له يد فيها، فلمَ يرفض أي دعوة توجّه له من قبل الرئيس الحالي الذي كان يحرص على دعوته في كل المناسبات؟".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية