وفقا لمؤشرات أولية، حقق حزب "العدالة والتنمية" الحاكم فوزا باهتا في الانتخابات المحلية التركية، التي جرت الأحد، حيث خسر العاصمة أنقرة، فيما لاتزال هناك حالة من الجدل حول نتيجة مدينة إسطنبول.

 وتعد هذه هي المرة الأولي التي تنتزع فيها المعارضة، العاصمة من حزب "العدالة والتنمية" منذ تولي الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" السلطة قبل 16 عاما، بجانب انتزاع السيطرة على مدن ساحلية في منطقة البحر المتوسط.

وبعد فتح حوالي ثلاثة أرباع صناديق الاقتراع، حصل مرشح حزب "الشعب الجمهوري" (المعارض) "منصور يافاش"، على 49.8% من أصوات بلدية أنقرة، بفارق 2.0 % عن منافسة في حزب "العدالة والتنمية".

وفى إسطنبول، قال مرشح حزب "العدالة والتنمية"، "بن علي يلدريم" إنه فاز بالانتخابات التي جرت الأحد، لكن منافسه مرشح حزب المعارضة الرئيسي قال إن هذا الإعلان سابق لأوانه.

وتحدث "بن علي يلدريم"، والذي كان رئيسا سابقا للوزراء، بعد فرز أكثر من 98 % من صناديق الاقتراع قائلا إن حزبه فاز.

لكن مرشح حزب "الشعب الجمهوري"، "أكرم إمام أوغلو" رفض بيان "يلدريم" ووصفه بأنه "تلاعب" وقال إن عملية فرز الأصوات لا تزال مستمرة.

وقالت قنوات تلفزيون تركية إنه بعد فرز 98.8 % من صناديق الاقتراع أظهرت النتائج تقدما طفيفا لـ"يلدريم" بحصوله على 4111219 صوتا مقابل 4106776 صوتا لـ"إمام أوغلو".

من جانبه قال "كمال قليجدار أوغلو" رئيس حزب "الشعب الجمهوري"، الأحد، إن مرشحي الحزب فازوا في أنقرة واسطنبول وإزمير ومدن أخرى، متقدمين على منافسين من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

وبشكل عام، تصدر تحالف "الشعب"، المكون من حزبي "العدالة والتنمية"، و"الحركة القومية" نتائج انتخابات الأحد، والتي تعد بمثابة تصويت حاسم يختبر شعبية الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بعد أقل من عام على حصوله على ولاية جديدة بسلطات واسعة.

وحصل التحالف الذي يتزعمه حزب "العدالة والتنمية" على 52% من الأصوات مع فتح 74% من صناديق الاقتراع، حسبما أفادت وكالة "الأناضول" التركية، وفي المقابل حصل معسكر المعارضة، الذي يقوده حزب "الشعب الجمهوري"، على 37%، فيما حصل حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد على 3.9%.

ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، فقد فاز حزب "العدالة والتنمية" بحوالي 45 % من الأصوات بعد فرز 90% من صناديق الاقتراع التي تجاوز عددها 194 ألف صوت، فيما حصل حزب "الشعب الجمهوري" على 30%.

وأظهرت النتائج الأولية انتزاع المعارضة معظم المدن الساحلية في منطقة البحر المتوسط، من تحالف "أردوغان"، وفقا لوكالة "بلومبرغ".

وتقول المعارضة التركية إن تقليص الدعم الشعبي لـ"أردوغان" سوف يمثل بداية لنهاية حكمه التي دامت 16 عاما، والذي قام في عام 2017 بتغيير الإطار السياسي لتركيا وتحويلها من النظام البرلماني إلى الرئاسي.

من جانبه قال "أردوغان"، في كلمة عقب صدور النتائج الأولية للانتخابات المحلية إن "حزب العدالة والتنمية أحرز مجددا المرتبة الأولى في الانتخابات بفارق كبير كما جرت العادة منذ انتخابات نوفمبر 2002"، وفقا لوكالة "الأناضول". 

وعن المناطق التي كسبها والتي خسرها "العدالة والتنمية"، علق "أردوغان" قائلا: "نقر بأننا كسبنا قلوب الشعب التركي في المناطق التي فزنا فيها وأننا لم نحقق النجاح المنشود في المناطق التي خسرناها وسنحدد مسارنا المستقبلي في ضوء ذلك".

وتنافس في الانتخابات 12 حزبًا، هي "العدالة والتنمية"، و"الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعوب الديمقراطي"، و"السعادة"، و"تركيا المستقلة"، و"الاتحاد الكبير"، و"الديمقراطي"، و"اليسار الديمقراطي"، و"إيي"، و"الشيوعي التركي"، و"الوطن".