عن عذابه في سجونها.. تيسير النجار: هذا هو الوجه الحقيقي للإمارات

الاثنين 1 أبريل 2019 09:04 ص

"الحمد الله، لم يُسلخ جلدي على الأقل"... بهذه الكلمات يلخص الصحفي والكاتب الأردني "تيسير النجار"، ما وصفه بـ"خلاصة الألم" البشري، الذي تجرعه في سجن الوثبة بأبوظبي، قائلا إن هذا "هو الوجه الحقيقي للإمارات".

ووجه "النجار" حديثه إلى دولة الإمارات، التي ظل معتقلا في سجونها 3 سنوات، قبل أن يطلق سراحه في فبراير/شباط الماضي: "أقول لكم: سحقا لكم، الاستبداد، والظلم، يرسمان مشهدكم، وهذا هو الوجه الحقيقي لكم".

وسرد بعضا من عذاباته في مقال نشره "العربي الجديد"، السبت، قائلا: "في سجني الانفرادي، طالما تمنيت أن أرى الشمس، وطالما تمنيت أن أذهب إلى الحمام من دون قيود، وطالما تمنيت أن أرى أي وجه (......) أعيش وحدي أكثر مما ينبغي، وأتألم أكثر مما ينبغي، وأصرخ، لعل الرحمة تمس قلوبهم ولكن هيهات.. هيهات. إنها قلوب مشبعة بالآلاف المؤلفة من فرعون، قلوبهم يملؤها الكبر والتجبر، تذكرك بالحجارة، بل إنها أشد قسوة، وأكثر بشاعة".

"كيف يمكن أن تشرح لإنسان لم يعرف السجن الأمني في الإمارات أن يعرف الأهمية العظمى لرؤية شجرة، أو شارع، أو أطفال، أو أنثى، أو رؤية ملابس نظيفة؟ كيف يمكن أن أشرح لمن حولي أهمية المقولة: الحمد الله، لم يُسلخ جلدي على الأقل".

"كنت أحلم بحبات من الزيتون، والقليل من اللبنة، وبأكلة بامية، أو بيتزا، أو ملوخية إن تماديت بالأحلام"، يتابع الصحفي الذي اعتقل بسبب منشور على "فيسبوك" ينتقد موقف الإمارات من الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014.

ويجتر "النجار" آلام الفقد التي تجرعها في سجنه، لتضاف إلى آلام جسده قائلا: "أين أمي إذن؟ لم تعد في هذا العالم. وعلى الرغم من كل التوسلات التي بذلتُ لحضوري جنازتها فشلت. أحس أن كل يوم من أيامي جنازة لها"، لافتا إلى وفاة شقيقه "رائد" أيضا، الذي كان في عمر الشباب، دون أن يتمكن من وداعه.

ويردف: "كانت حياتي في السجن قائمة على صبر القلب، هذا القلب الذي تكسر. وكان المحقق يدوس عليه، كمن يدوس على لوح من الزجاج؟ ماذا نفعل بكل هذه الشظايا؟ ماذا نفعل بالجسد الذي لم تعد تجري فيه دماء، بل آلامٌ وذكريات قاسية".

أما عن أول ما فعله حين خرج فكانت "نوبات البكاء الحارقة، ونوبة التشنج، وتوالت النوبات، والآن أعيش نوبة متواصلة من الصمت"، مستدركا "حتى الآن لم أشعر أنني خرجت من السجن، لأن من يسجن في الإمارات يرافقه السجن في كل لحظة من حياته".

وبالرغم من ذلك يتوعد "النجار" في ختام مقاله بأنه "وللحديث بقية عن قلب الحقائق وتشويه الوقائع بالأراجيف والإشاعات المضللة، وبعدم وجود فروق بين دولتكم (في إشارة للإمارات) والغابة".

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

بعد معاناة في سجون الإمارات.. وفاة الصحفي الأردني تيسير النجار