ن.تايمز: خسارة أنقرة وإسطنبول أول نكسة انتخابية كبيرة لأردوغان

الاثنين 1 أبريل 2019 01:04 م

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" النتائج شبه النهائية للانتخابات المحلية في تركيا بمثابة أول نكسة انتخابية كبيرة للرئيس "رجب طيب أردوغان" وحزبه (العدالة والتنمية) بعد أكثر من عقد ونصف في سدة السلطة.

وفي تقرير نشرته الإثنين، سلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على هزيمة مرشحي "العدالة والتنمية" في العاصمة أنقرة، وكبرى المدن التركية إسطنبول، باعتبارها مؤشرا على بداية تحول في موقف الناخبين من الحزب بعد سقوط الاقتصاد التركي في دائرة الركود.

واقتبست الصحيفة جزءا من كلمة "أردوغان"، التي أعلن فيها فوزه بمجمل الانتخابات المحلية، وتقدم "العدالة والتنمية" على منافسه الأبرز (حزب الشعب الجمهوري) بـ 15 نقطة، دعا فيها أنصاره إلى عدم الحزن على مؤشرات  الخسارة بأنقرة وإسطنبول، قائلا: "أرجوكم لا تكونوا منكسري القلب بهذه النتيجة، سنرى كيف سيتولون الإدارة" في إشارة إلى مرشحي المعارضة.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن كل العيون كانت ترصد السباق الانتخابي بإسطنبول على وجه الخصوص، خاصة أن مرشح "العدالة والتنمية" بها (بن علي يلدريم) اختاره "أردوغان" بنفسه، ودفعه للاستقالة من رئاسة البرلمان في سبيل ذلك. 

وأشارت التقارير إلى أن "بن يلدريم" كان شبه متعادل مع مرشح حزب الشعب الجمهوري "أكرم إمام أوغلو" قبل أن يعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية "سعدي غوفن" تصدر الأخير.

ووصف المعلق التركي المخضرم "روسن جاكير"، خسارة "العدالة والتنمية" لمدن كبرى بأنه يشبه التحول التاريخي الذي رافق صعود "أردوغان" للمسرح السياسي التركي من سجين إسلامي سابق إلى رئيس لبلدية إسطنبول.

وأضاف: "الانتخابات اليوم، تاريخية كما كانت الانتخابات المحلية في 1994. إنه إعلان صفحة فُتحت منذ 25 عاماً وطُويت اليوم".

وفي الإطار ذاته، قال مدير برنامج الأبحاث التركي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "سونر كاغابتاي": "إذا كانت خسارة إسطنبول هزيمة نووية لأردوغان، فخسارة أنقرة، التي تعد اختزالاً للحكومة والسلطة السياسية، بليغة للغاية".

وفي إشارة إلى مدى الجدية التي كان ينظر من خلالها إلى تلك الانتخابات، سلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على إقامة "أردوغان" 8 تجمعات انتخابية يومياً على امتداد البلاد، ووصفه التصويت بأنه مسألة "نجاة وطنية" وفرصة لدعم إدارته بشكل مؤبد.

ركود ومحسوبية

ونوهت "نيويورك تايمز" إلى أن الاقتصاد المتراجع كان في مقدمة اهتمامات الناخبين الأتراك، خاصة بعدما دخلت بلادها في دائرة ركود منذ مارس/آذار الماضي، وفاقت البطالة نسبة الـ 10% ووصلت إلى 30% بين الشباب، وبعدما فقدت العملة المحلية (الليرة) 28% من قيمتها في 2018، ووصل التضخم إلى 20% خلال الأشهر الأخيرة.

وأشار محللون في مجال الاستثمار إلى أن "تركيا كانت تستنزف احتياطاتها من النقد الدولي لتعزيز الليرة في الفترة التي سبقت الانتخابات" بحسب الصحيفة الأمريكية، التي نوهت إلى أن بعض كتاب الأعمدة في الصحف الموالية للحكومة التركية حذروا من الفساد والمحسوبية في البلديات، مؤكدين أنهما سيبعدان الناخبين عن الحزب الحاكم.

يأتي ذلك فيما وعد المرشحون المعارضون بالتغيير وتوفير الوظائف وتحسين التعليم، وتعزيز الخدمات الاجتماعية، وكان بعضهم حاداً في انتقاد "أردوغان".

من بين هؤلاء نائب رئيس الحكومة السابق "عبداللطيف سينير" الذي قال إن تراجع الاقتصاد لم يثن "أردوغان" عن بناء ثاني قصر رئاسي له، بل وثالث آخر، مدعيا أنه "كان ينفق الملايين على طائرته الرئاسية".

وفي المقابل، تبنى الرئيس التركي نبرةً أكثر سلبية من تلك التي استخدمها في الانتخابات السابقة، فهدد برفع الدعاوى واتهم المعارضة بالإجرام والإرهاب، وعرض أجزاءً من فيديو مجزرة مسجدي كراسيت شيرش في نيوزيلندا، مستحضراً فكرة "صراع الحضارات".

ورغم أن معظم المحللين السياسيين توقعوا أن لا يصوت أنصار "العدالة والتنمية" للمعارضة مهما بلغ سخطهم على أدائه، إلا أن بعض الناخبين في بعض مناطق إسطنبول، ومنها "أوسكدار"، كانوا قد غيروا موقفهم بالفعل.

وعن هذا التحول، قالت الباحثة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "أسلي أيدينتاسباس" إن العديد من الأشخاص أبدوا استياءهم من نقص الحريات الإعلامية، وندرة فرص العمل واعتبرتهم يعبرون عن "مسار متنام لا يمكن كبحه".

وأشارت إلى أن هناك جيل ثان من أولاد المدن التركية الذين لا يتصرفون مثل حزب العدالة والتنمية، ويشعرون بأنه أمر غريب أن تكون صورة "أردوغان" في جميع أنحاء البلاد وكأنها إحدى جمهوريات آسيا الوسطى.

المصدر | نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية