استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الحكام العرب لا يثقون في أنفسهم ولا في شعوبهم

الاثنين 1 أبريل 2019 04:04 ص

الحكام العرب لا يثقون في أنفسهم ولا في شعوبهم

استضعفتم أنفسكم وكبتم شعوبكم بالحديد والنار فاحتقركم الغرب ولم يقم لكم وزنا.

نفقات حروب باهظة من ثروات العرب بالخليج لإثارة فتن ونزاعات باليمن بلا نصر يذكر، ومدارس وجامعات ومستشفيات وبنية تحتية متهالكة بتلك الدول.

*     *     *

يتحدث العامة والخاصة في مجالسهم وفي خلواتهم الليلية، بأن الأمة العربية ماتت ولم يعد لها دور، وإن بقيت حية فهي تعيش على الهامش تحت حماية الأقوياء عبر الحدود، يقولون في مجالسهم بأن الحاكم العربي إذا مرض فانه يسافر إلى أوروبا أو أمريكا ينشد العلاج.

أما إذا مرض المواطن فان الموت أسرع إليه من وجود سرير في مستشفى، وإذا وجد سريرا فلن يجد الطبيب المعالج، وإذا وجد الطبيب فلن يجد الدواء الشافي لأن صناعة العرب الدوائية كما يروجون مغشوشة؛ هدف أصحاب المصانع تعظيم الربح لا جودة الدواء ومواصفاته العالمية.

ويقولون إذا أراد أحد تعليم أبنائه من الحكام فانه يبعث به إلى مدارس خاصة ومن ثم إلى أحسن الجامعات خارج الحدود ليعود إلى البلاد راطنا فاقدا لغته العربية ولا يعرف من العلم إلا اسمه واسم شهادته.

أما المواطن فيرسل ابنه إلى مدارس الحكومة وفي صفوفها الدراسية يتكدس عدد الطلاب، مقاعد الدراسة مكسرة وغير مريحة لطلاب العلم، الحَرّ يحرق أجسادهم، والبرد يجمِّد الدم في عروقهم وقت الشتاء.

كبار الأساتذة العرب تزدحم بهم جامعات العالم الغربي والأمريكتين، وكذلك كبار الأطباء وأشهرهم من العرب يعملون بمستشفيات الغرب وأمريكا ؛ فألمانيا وحدها يوجد بها أكثر من 2000 طبيب عربي، بريطانيا بها أكثر من 4600 طبيب في كل التخصصات، فرنسا وحدها بها 6510 أطباء مغاربة، وأمريكا حدِّث ولا حرج، ومستشفياتنا متخلفة وممتلئة بأطباء جلهم من الهند يكاد لا يغير قميصه أو الروب الأبيض فلماذا لا يتم الإحلال.

قطر نقدم لها الشكر في استقدام الكثير من الأساتذة العرب المهاجرين وكذلك الأطباء، لكن نريد المزيد من استرداد العقول المهاجرة والمؤهلة علمياً كي نقلل من اعتمادنا على الغرب في كل المجالات.

على دول الخليج العربية، وخاصة قطر، أن تزيد من استعادة المهاجرين العرب ذوي الكفاءات العلمية والتجارب في كل حقول المعرفة ومنحهم حق المواطنة والأمن الوظيفي فالدول تبنى بأهل العلم والمعرفة.

*     *     *

ما دفعني إلى ما قلت هو حديث أو أحاديث سمعتها وشاركت في بعضها وكنت أقول أمتنا بخير، ونحن أمة لن تقهر، قد نُهزم في معركة وقد نسقط بيد المحتلين، ولكننا سرعان ما نقوم وننتفض ونثأر لكرامتنا كأمة، معظم مثقفينا انحرفوا نحو السلبية والجمود، وآخرون وقعوا في براثن الفساد والمفسدين.

وراحوا يعبدون الحاكم ويتزلفون إليه وحتى " يقبِّلوا نعاله علانية بلا كرامة "من أجل وجاهة أو مال أو منصب، وحتى الكثير من الفقهاء ورجال الدين أصبح همهم إرضاء الحاكم لا إرضاء الله والشعب وهؤلاء هم أئمة الفسق والضلال والعياذ بالله.

نحن في الخليج من أغنى دول العالم وذلك حال مدارسنا في بعض الدول الخليجية وحال مستشفياتنا بينما إنفاقنا على خراب عالمنا العربي لا يحصى؛ فقد أنفقنا مثلا في حرب الروس في أفغانستان أكثر من خمسين مليار دولار من دولة واحدة خليجية.

فدمر"الناتو" أفغانستان وطلب منا إعادة إعمارها، دمرت أمريكا وبريطانيا العراق بمساعدة منا بأكثر من 300 مليار دولار، وعلينا إعادة إعمارها، ودمروا سورية بمساعدتنا وعلينا إعادة إعمار سورية.

اليوم التحالف السعودي الإماراتي تدمر اليمن وأنفق على الضربات الجوية باليمن من بدء الحرب 9 مليارات و 360 مليون دولار ( الخليج أونلاين في 4 مارس 2019 ).

جريدة التايمز البريطانية تقدر تكلفة الحرب في اليمن بنحو 200 مليون دولار يوميا أي 72 ملياردولار سنوياً، وبلغت النفقات العسكرية في السنوات الثلاث الماضية 216 مليار دولار.

بينما مجلة فورن بوليسي تقدر التكاليف بـ 725 مليار دولار في الأشهر الستة الأولى لحرب اليمن (الجزيرة نت في 27 /‏ 2018)  والحرب هذه لن تقف حتى يكمل الرئيس الأمريكي ترامب صفقات التسلح مع السعودية بقيمة 300 مليار دولار.

*     *     *

هذه النفقات الباهظة التي تنفق من ثروات الشعب العربي في الخليج على الحروب وإثارة الفتن والنزاعات في اليمن وغيرها دون تحقيق أي نصر كان، ومدارس وجامعات ومستشفيات تلك الدول والبنية التحتية متهالكة.

أليس من الأجدى والأفضل إنفاق تلك المبالغ على تطوير البنية التحتية بما في ذلك المدارس والمستشفيات والجامعات وتطوير التعليم والصحة والخدمات العامة حتى في اليمن.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مقابلته مع الأمير محمد بن سلمان أمام كاميرات التلفزة الأمريكية والعالمية لم يتعامل مع الأمير باحترام بل تعامل معه معاملة احتقار، الأمر الذي أثارنا وأغضبنا كيف يُحتقر أمير من أمرائنا؟! كان يعرض عليه لوحة بأصناف الأسلحة التي على الأمير أن يشتريها من أمريكا.

سيدي القارئ أنظر كيف تعامل الرئيس ترامب مع (رئيس كوريا الشمالية)، تعامل معه بكل أدب واحترام. كوريا الشمالية فقيرة مقارنة بالسعودية لكن قيادتها تثق في نفسها وفي قدرات شعبها.

ففرضت احترامها على أمريكا وغيرها، لم تسع كوريا الشمالية لاسترضاء الرئيس الأمريكي كما يفعل بعض قادتنا في الخليج. إيران دولة محاصرة منذ ثلاثين عاماً وهي أقل غنى من السعودية أو الإمارات سلحت نفسها بكل أنواع التسلح وأخيراً دشنت غواصة بحرية قادرة على إطلاق صواريخ باليستية في الشهر الماضي.

والسعودية التي تشرف على بحرين ليس لديها غواصة واحدة، شراءً أو تصنيعاً، إيران قادتها يثقون بأنفسهم وبقدرات شعبهم وفرضوا إرادتهم على الآخرين.

حزب الله اللبناني فرض على إسرائيل توازن القوى فلا تستطيع أمريكا أو إسرائيل المساس بحزب الله لأن أمن إسرائيل سيكون في خطر.

أمريكا فرضت على الدول العربية القوية في الوقت الراهن ( مصر السعودية الإمارات ) الانصياع لإسرائيل، فأخذت مدينة القدس الشرقية والغربية وجعلتها عاصمة الكيان الإسرائيلي الإرهابي رغما عن مبادراتكم التي لم تحترمونها، وهذه المرة تأخذ الجولان وتلحقها بإسرائيل وأنتم تشهدون.

ولم يقف ضد هذه التوجهات الصهيونية سوى مهاتير محمد في ماليزيا والطيب رجب أردوغان في تركيا وكذلك إيران المحاصرة اقتصاديا. إني لا أستبعد ولضعف بعض حكامنا وتآمر بعضهم على بعض أن يقدمهم الرئيس الأمريكي بأوطانهم وثرواتهم هدية لإسرائيل فيما تبقى من ولايته.

◄ آخر القول:

استضعفتم أنفسكم وكبتم شعوبكم بالحديد والنار فاحتقركم الغرب ولم يقم لكم وزناً، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

* د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية