استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يوم الأرض

الثلاثاء 2 أبريل 2019 10:04 ص

الصراع بين الفلسطينيين واليهود في فلسطين هو على الأرض، لذلك يكتسب يوم الأرض رمزية خاصة تعبر عن تمسك الفلسطينيين بأرضهم رغم ضيق الحال وتخلي الأنظمة العربية الرئيسية عن القضية الفلسطينية.

فمنذ أن دشن ثيودور هيرتزل الحركة الصهيونية عام 1897 والحركة تسعى من دون كلل أو ملل للسيطرة على أرض فلسطين وطرد أهلها الأصليين منها.

بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 قام الكنيست الإسرائيلي بسن تشريعات لإضفاء "الشرعية" على سلب الأراضي الفلسطينية، فقانون أملاك الغائبين لعام 1953 مكّن إسرائيل من مصادرة أملاك اللاجئين الفلسطينيين الذين اقتلعتهم من ديارهم.

في العام ذاته سن الكنيست الإسرائيلي قانون استملاك الأراضي حتى يتسنى للحكومة الإسرائيلية مصادرة غالبية أراضي المهجرين من القرى. ولم تكتف إسرائيل بذلك بل استمرت بسن القوانين واتخاذ الإجراءات التي تأتي في سياق تهويد الأرض.

في آذار عام 1976 هب الفلسطينيون في إسرائيل احتجاجا على مخططات تهويد الجليل ومصادرة 21 ألف دونم من أراضي سخنين ودير حنا وعرب السواعد وعرابه، وسقط ستة شهداء.

هكذا تحول الثلاثون من آذار/ مارس إلى يوم خالد يرسل فيه الفلسطينيون سنويا رسالة تفيد بأن تطويع الشعب الفلسطيني هو ضرب من الخيال وأنهم باقون على أرضهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

المفارقة أن إسرائيل تدعي بأنها تسعى لإقامة سلام مع العرب والفلسطينيين حتى يعيش الجميع بسلام، لكنها تقوم بتقويض أسس السلام وتتجاهل حقيقة أن الصراع هو على الأرض وأنه لن يكون بوسعها في يوم من الأيام الإبقاء على احتلالها وتهويدها للأراضي الفلسطينية والتوصل إلى سلام مع العرب والفلسطينيين.

صحيح أن هناك رسالة ليوم الأرض للمحتل لكن ينبغي أن تكون هناك رسالة أخرى للعرب وللفلسطينيين، فالصمود الفلسطيني الأسطوري بحاجة إلى دعم عربي ممنهج، فلا يعقل أن يترك الشعب الفلسطيني وحيدا أمام إسرائيل المدعومة أمريكيا.

في هذه الأيام تسخى الولايات المتحدة في تقديم هداياها لدولة الاحتلال فاعترافها بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل واعترافها بسيادة إسرائيل على الجولان السورية المحتلة إنما يبعث برسالة واضحة تفيد بأن التحالفات العربية مع الولايات المتحدة ما هي إلا تبعية بعيون واشنطن.

وإلا فكيف يمكن تفسير عدم إقامة واشنطن وزنا للحلفاء العرب وهي تأخذ أموالهم وتعطي ما لا تملك من أراض عربية لمن لا يستحق؟!

في موازين الربح والخسارة، تربح أمريكا من منح أراضي العرب لإسرائيل ولا تشعر بأن مصالحها في المنطقة مهددة بسبب موقفها المعادي للحقوق العربية الأصيلة.

في يوم الأرض لا نطرح إلا سؤالا واحدا: إن كانت فلسطين بالفعل قضية العرب المركزية كما يزعم القادة العرب، فكيف عندئذ يمكن تفسير التبعية المطلقة للولايات المتحدة التي لا تحترمهم ولا تحافظ على مصالحهم في "المواجهة" مع إسرائيل.

بعيدا عن الخطب الرنانة والبيانات الشفوية وحملات الشجب والإدانة، لا يقدم العرب إلا القليل للشعب الفلسطيني الصامد على أرضه، وربما لم يفهموا بعدا أن فلسطين في خندق متقدم للدفاع ليس فقط عن أنفسهم بل عن غيرهم من العرب، وربما لم يستبط بعد قادة العرب قصة الأسد مع الثيران الثلاثة ومقولة "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".

فالشعور بالأمان مع إسرائيل - المنتشية هذه الأيام بهدايا ترامب العربية - والشعور بأنه يمكن ترك فلسطين لمصيرها لأن ذلك لن يؤثر على بقية الدول العربية يذكرنا أيضا بقصة النعامة التي دست رأسها في الرمال.

لذلك نقول إنه وفي يوم الأرض ينبغي أن يستفيق العرب من سباتهم قبل فوات الأوان. فإسرائيل تستفيد من التفرق العربي والحل هو باتخاذ موقف موحد ووضع استراتيجيات يلتزم بها الجميع.

- د. حسن البراري، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية