لماذا لا يتعافى بعض الأطفال سريعا بعد التعرض لصدمة؟

الخميس 4 أبريل 2019 10:04 ص

يتعافى معظم الأطفال تماما بعد التعرض لصدمة في حياتهم، مثل حادث سيارة، لكن البعض منهم يصابون بما يسمى "كرب ما بعد الصدمة"، الذي قد يستمر معهم لشهور أو سنوات، وربما حتى مرحلة البلوغ.

 ووجد باحثون في دراسة جديدة أن خطر الإصابة بهذا الاضطراب يرتفع إذا كان الطفل أو المراهق يظن أن ردود أفعاله على الحادث خارجة عن الطبيعي.

وعن ذلك، قال الأستاذ في كلية الطب "ريتشارد مايزر ستيدمان"، الذي قاد هذه الدراسة في جامعة "إيست انجليا" بالمملكة المتحدة: "يمكن أن تكون أعراض اضطراب ما بعد الصدمة رد فعل شائعًا لدى الأطفال والمراهقين، وقد تشمل أعراضًا مؤلمة مثل الذكريات الاقتحامية والكوابيس والرجوع إلى الماضي".

 ولفت إلى أن "الأطباء يبتعدون عن تشخيص المرض في الشهر الأول بعد حدوث الصدمة؛ لأن ردود الفعل في هذا الوقت ليست اضطرابا وإنما استجابة طبيعية تماما".

في هذه الدراسة، أراد الباحثون معرفة المزيد حول سبب إصابة بعض الأطفال بأعراض مؤلمة بشدة في الأيام والأسابيع التي تلي الصدمة، بينما لا يعاني الآخرون، والأهم من ذلك؛ لماذا يتعافى البعض بشكل جيد دون علاج، بينما يعاني الآخرون من مشاكل تدوم لوقت أطول؟

شملت الدراسة أكثر من 200 طفل، تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 17 سنة، عولجوا في قسم الطوارئ بالمستشفى بعد حوادث مؤلمة، مثل حوادث السيارات والاعتداءات وهجمات الكلاب.

وأجرى الباحثون مقابلات مع الأطفال، وقيموا اضطراب ما بعد الصدمة لديهم بعد ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع بعد الحادث، ومرة أخرى بعد شهرين.

ووجدوا أن معظم الأطفال تعافوا بشكل طبيعي دون أي تدخل.

وقال "ستيدمان" في بيان صحفي: "من المثير للاهتمام أن شدة الإصابات الجسدية لم تتنبأ باضطراب ما بعد الصدمة، ولا حتى موتّرات الحياة الأخرى، أو مقدار الدعم الاجتماعي، أو إلقاء اللوم على النفس".

وأوضح أن الصغار الذين لم يتعافوا جيدا، والذين كانوا يتجهون إلى مسار اضطراب ما بعد الصدمة المزمن بعد شهرين من صدمتهم، كانوا أميل للتفكير بشكل سلبي إزاء صدمتهم وردود أفعالهم.

إذ ظنوا أن أعراضهم تدل على أن هناك شيئًا ما خطيرًا فيهم وسيستمر للأبد، وأنهم لا يثقون في الآخرين بنفس القدر، ويعتقدون أنهم لا يستطيعون التحمل.

وأوضح "ستيدمان": "في كثير من الحالات، كانت المحاولات الأكثر عمقا لمعالجة الصدمة، مثل محاولة التفكير في الأمر أو التحدث معه مع الأصدقاء والعائلة، مرتبطة فعليا باضطراب أسوأ فيما بعد الصدمة، وفي حين أن السعي لفهم الصدمة منطقي، إلا إن بعض الأطفال يعلقون ويبالغون في وقت التركيز على ما حدث ولماذا حدث".

 استنتج الباحثون أن الأطفال الأسرع في التعافي من الصدمة، كانوا أقل ضيقا وتركيزا مع ردود أفعالهم الخاصة، ولم يولوا لها الكثير من الاهتمام.

المصدر | webmd

  كلمات مفتاحية