مستشار أردوغان يهاجم القمة العربية: مسلوبة الإرادة ومنعدمة التأثير

الخميس 4 أبريل 2019 11:04 ص

شن "ياسين أقطاي"، مستشار رئيس حزب "العدالة والتنمية" الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، هجوما على الجامعة العربية وقمتها التي انعقدت مؤخرا في تونس، على خلفية الانتقادات التي وردت خلال تلك القمة لتركيا.

جاء ذلك في مقال له بعنوان "ما ذلك الفخر ضد تركيا في القمة العربية؟".

والأحد، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبوالغيط"، أن ما وصفها بتدخلات تركيا وإيران في شؤون الدول العربية تفاقم من تعقيد الأزمات في المنطقة وإطالة أمدها.

وقال "أقطاي": "بينما كنا منشغلين في تركيا بالانتخابات المحلية كانت تونس تستضيف القمة الثلاثين للجامعة العربية. وحتى إن لم نكن منشغلين بانتخاباتنا، فلم تكن لتلك القمة أي نتيجة أو إرادة يمكن أن تكون حلا لأيّ مشكلة يعيشها العالم أو المنطقة".

وتابع "كان الرئيس التونسي، الذي تستضيف بلاده القمة، قد اقترح عنوانا للقمة باسم "قمة القرار والتضامن"، لكن لم نشهد أيّ نموذج لقرار أو تضامن خلال تلك القمة، ولا تمتلك الجامعة العربية أيّ حل أو إرادة حل لأكثر المشاكل المستعصية التي يواجهها العالم العربي اليوم". 

وأوضح "على سبيل المثال عجز المشاركون في القمة عن قول شيء بخلاف بضع كلمات رسمية روتينية حول القضية الفلسطينية؛ إذ لم يكن للقمة أي تأثير يذكر، وكانت كسابقاتها من القمم التي تعقد كل عام من قبيل الظهور السنوي الذي لا بد منه. كما لم نشهد أي نموذج لقرار أو تضامن يمكن أن يكون حلا للأزمة الخليجية. ولم يصدر عن القمة أي رد فعل قوي إزاء إلحاق الولايات المتحدة هضبة الجولان بإسرائيل، واكتفت فقط بالإقرار بأن الجولان أرض سورية".

وأردف المسؤول التركي ساخرا: "كيف يمكن أن تعبر القمة العربية عن إرادة مشتركة؟. لقد وصل ملك السعودية إلى تونس قبل القمة بيومين، لكنه ترك الجلسة الافتتاحية في منتصفها وعاد إلى الرياض، وهو ما برهن على الأهمية التي أولاها للقمة، أو دعونا نقول التي بخل بها على القمة. كان غرضه هو زيارة تونس، وعندما صارت القمة حجة لذلك، أصبح ما بقي بعد الزيارة كقمة ليست سوى عبارة عن شكليات لا بد منها، الأمر ذاته تكرر عندما غادر أمير قطر القمة فجأة خلال الجلسة الافتتاحية قبل أن يلقي كلمته بينما كان الأمين العام أبوالغيط يلقي كلمته". 

وأشار إلى أن "اعتبار الدول العربية، على مرأى الجميع ومسمعهم، تركيا بلدا أجنبيا، في حين أن تلك الدول تعاني الكثير من المشاكل الداخلية وتتقبل تدخلات أمريكا وأوروبا، بل وتوجهاتها واستغلالها، لا يبرهن سوى على أن الحكام العرب المشاركين في القمة منعزلون تماما عن الشعوب العربية التي يحكمونها".

وأكد أن "تركيا تتحمل وحدها، بسبب المشاكل الداخلية للعالم العربي، كامل حمل هذه القضايا الإنسانية التي يعيشها العرب بسبب حكامهم الذين يقضون معظم أوقاتهم في القمة العربية نائمين".

ونوه إلى أن "تركيا تستضيف، بموقف إنساني فريد، 3.5 ملايين شخص اضطروا للهرب من بلدهم حتى لا يكونوا من بين المليون عربي الذي قتلهم بشار الأسد بصفته حاكما عربيا، كما فتحت تركيا أبوابها على مصراعيها، بموقف إنساني كامل، لاستقبال عشرات الآلاف من الذين فروا هاربين كيلا يكونوا ممن يقتلهم أو يعذبهم أو يسجنهم الانقلابيون دون وجه حق في مصر أكبر دولة عربية، وكذلك تعتبر تركيا هي الدولة الوحيدة التي تدخلت على المستوى الإنساني فقط في الحرب اليمنية التي تخوضها بلا مغزى السعودية والإمارات اللتين تعتبران أغنى دولتين عربيتين".

وشدد على أن "تركيا تعتبر العرب الذين ظلموا في بلادهم ولم يلقوا أي اهتمام من الحكام العرب إخوة وتعطيهم حقوقا حرموا منها في بلادهم، كما لا تبخل عليهم بالحب والاحترام، وفي –في الواقع– تكون بهذه الطريقة قد أرسلت رسالة قوية إلى الزعماء العرب حول كيفية معاملة شعوبهم".

وأضاف: "لكن الزعماء العرب المشاركين في القمة يتهمون تركيا بالتدخل في شؤون العرب"، متسائلا: "عن أي دولة عربية نتحدث؟".

وتابع: "أقولها صراحة، تركيا، بفضل هذا العدد من العرب المقيمين بها وما تفعله لحل مشاكل إخوتها العرب، تتمتع أكثر من أي أحد الآن بحق الحديث نيابة عن العالم العربي، فهذا الحق تقره بالفعل الشعوب العربية كما يجب وبما فيه الكفاية". 

واختتم مقاله قائلا: "أما توصيتنا للقمة العربية التالية فهي أن يتناول الزعماء العرب كيف يمكنهم توفير حقوق الإنسان والحياة الكريمة والحقوق التي تستحقها الشعوب العربية".

مستدركا: "وإذا ما أقدموا على خطوة كهذه، فإن تركيا على استعداد لتقديم كل أنواع الدعم لهم. ذلك أنها تعلم جيدا أن إحياء الدولة يكون بإحياء الفرد، وهو منفتحة على مشاركة كل تجاربها في هذا المجال مع الجميع".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية