أصدر رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، رئيس حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، "فائز السراج"، أوامر لرئاسة الأركان والمناطق العسكرية برفع درجة الاستعداد القصوى للتصدي لكل ما يهدد المدنيين، موجها تعليمات خاصة للقوات الجوية باستعمال القوة ضد أي تهديدات.
يأتي ذلك بالتوازي مع تصاعد الحراك العسكري لقوات شرق ليبيا، بقيادة "خليفة حفتر"، والمدعومة من مصر والإمارات وأطراف أخرى، للسيطرة على العاصمة طرابلس، في تطور مفاجئ ودرامي للأحداث هناك.
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق حالة الطوارئ القصوى، واستدعت كافة الوحدات الأمنية للتصدي لأي خرق يمس أمن العاصمة.
بدورها، أمرت قيادة المنطقة الوسطى بليبيا تأمر كتائب تابعة لها بالتحرك إلى طرابلس، دعما لقوات حكومة الوفاق، وهو القرار الذي اتخذته أيضا مدينة مصراتة، حيث حركت معظم كتائبها العسكرية نحو العاصمة الليبية.
وفي وقت سابق، الخميس، عبر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" عن قلقه العميق إزاء "التحركات العسكرية وخطر المواجهات في ليبيا".
جاء ذلك في تغريدة له نشرتها البعثة الأممية في ليبيا عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، وذلك في أعقاب وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس للقاء أطراف الأزمة الليبية.
وشدد "غوتيريش"، الخميس على أنه "لا يوجد حل عسكري، الحوار بين الليبيين هو وحده الذي يمكنه حل المشكلات الليبية".
والأربعاء، قالت القيادة العامة للقوات الليبية التي يقودها الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر" إنها تحركت بأوامر منه إلى المنطقة الغربية التي تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
ويعد ذلك التحرك تصعيدا جديدا من قوات "حفتر" التي سبق أن شنت هجوما آخر جنوب البلاد خلال الشهرين الماضيين سيطرت خلالهما على حقول نفطية مهمة.
وقال البيان الصادر عن المكتب الإعلامي إن هذه العملية تهدف إلى تطهير البلاد، مما تبقى من الجماعات الإرهابية والإجرامية الموجودة في أوكارها في المنطقة الغربية.
وسبق أن رفعت قوات "حفتر" أهدافا مماثلة خلال حملتها الأخيرة في الجنوب، والتي سيطرت خلالها على حقول نفطية مهمة قال مراقبون إنها كانت الهدف الرئيسي للحملة.
ومن أبرز مدن المنطقة الغربية العاصمة طرابلس ومصراتة وسرت.
ويعد ذلك التصعيد تجاوزا لأي تفاهمات دولية ووساطات تسعى للتقريب بين رئيس المجلس الرئاسي "فائز السراج" المعترف به دوليا و"حفتر".
