أصدرت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والإمارات، الخميس، بيانا مشتركا يدعو كل الأطراف لـ "تخفيف التوتر فورًا في ليبيا ويحذر من عواقب التصعيد العسكري" بها.

وذكر البيان، الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية، أن التحرّكات العسكرية والتهديدات بإجراءات أحادية الجانب في هذا الوقت الحسّاس من العملية الانتقالية، تهدّد فقط بإغراق ليبيا مجدّداً في الفوضى.

وأضافت الدول الخمس: "نعتقد اعتقاداً راسخاً بأنّ ليس هناك حلّ عسكري للنزاع الليبي. وحكوماتنا تعارض أيّ عمل عسكري في ليبيا. وستحمّل كلّ فصيل ليبي يؤجّج النزاع الأهلي المسؤولية"

جاء ذلك بعد إعلان الجنرال الليبي المتقاعد، المدعوم من مصر والإمارات "خليفة حفتر"، انطلاق ما يسمى بعملية "تحرير طرابلس"، وسط أجواء تنذر بمعارك عنيفة قرب العاصمة.

وفي تسجيل صوتي، طالب "حفتر" سكان طرابلس بإلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء لضمان سلامتهم، وسط تحركات عسكرية تجاه المدينة، وفقا لما أوردته قناة الجزيرة.

وفي المقابل، أمر رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، رئيس حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، "فائز السراج"، رئاسة الأركان والمناطق العسكرية برفع درجة الاستعداد القصوى، كما أمر القوات الجوية باستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد المدنيين.

وأكد بيان صادر عن رئيس المجلس العسكري لمدينة مصراتة؛ العميد "إبراهيم بن رجب"، أن "هذه المدينة بعسكرييها وثوارها وقياداتها وأبنائها المخلصين يعلنون وعلى الفور استعدادهم (...) لوقف هذا الزحف المشؤوم دفاعا عن الوطن الحبيب".

فيما حذرت الخارجية القطرية، في بيان، من الانزلاق في هوة الفوضى والانفلات الأمني غربي ليبيا مجددا، مشيرة إلى أن ذلك التصعيد "يأتي قبيل انعقاد المؤتمر الوطني الليبي الجامع، ما ينذر بتقويض مسار الحلّ السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا).

يشار إلى أن قوتين تتنازعان السلطة منذ أعوام في ليبيا التي تسودها الفوضى، إحداهما حكومة وفاق في الغرب يترأسها "السراج"، شكلت نهاية 2015 في ضوء اتفاق رعته الأمم المتحدة ومقرها في طرابلس، وأخرى موازية في الشرق تسيطر عليها قوات "حفتر".