كشفت مصادر مقربة من قوات الجنرال الليبي المتقاعد "خليفة حفتر" في الشرق الليبي، عن وجود قيادات عسكرية مصرية رفيعة المستوى ضمن غرفة العمليات المركزية التي تدير عمليته الأخيرة، التي حملت اسم "تحرير طرابلس".
وحسب المصادر، فإن القاهرة تدعم تحركات "حفتر العسكرية"، في الهجوم على الغرب، ومحاولة السيطرة عليه، ضمن "اتفاق مسبق"، بين الجانبين، وفقا لما نقلته صحيفة "العربي الجديد".
يأتي ذلك، رغم الإعلان المصري، عبر وزارة خارجيتها، الخميس، والتي أعربت فيه "عن بالغ القلق من الاشتباكات التي اندلعت في عددٍ من المناطق الليبية"، وناشدت جميع الأطراف "ضبط النفس ووقف التصعيد".
وأكد البيان "موقف مصر الثابت والقائم على دعم جهود الأمم المتحدة، والتمسُّك بالحل السياسي كخيار وحيد للحفاظ على ليبيا وضمان سلامة ووحدة أراضيها".
المصادر قالت إن اتصالات أجراها الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، والمبعوث الأممي إلى ليبيا "غسان سلامة"، الجمعة، بكل من الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، باعتبارهما حليفين قويين لـ"حفتر"، في محاولة للتدخل ووقف تحركاته نحو الغرب.
وحسب المصادر، فإن ثمة تبايُنًا وخلافات واسعة بشأن إدارة المشهد في ليبيا حاليًا بين الجانبين المصري والإماراتي، في ظل تبنّي القاهرة لتوجهات وتحركات "حفتر"، في حين تتبنى "أبوظبي" تحجيم حلول "حفتر" العسكرية.
وأمس، أصدرت حكومة الإمارات مع فرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، بيانا، أعربوا فيه عن بالغ القلق بشأن القتال حول مدينة غريان الليبية، وحثوا جميع الأطراف على وقف التصعيد على الفور.
حتى أن هذه الطوة، أثارت استغراب قطر، التي قالت المتحدثة باسم خارجيتها "لولوة الخاطر": "نرى أن الإمارات على سبيل المثال ضمت صوتها إلى صوت الدول الأخرى بالنسبة لرفضها للتصعيد العسكري في ليبيا، لكن في المقابل هي تدعم عمليا وفعليا قوات حفتر على الأرض".
وكان الجنرال الليبي المتقاعد، المدعوم من مصر والإمارات، "خليفة حفتر"، قد أعلن انطلاق ما يسمى بعملية "تحرير طرابلس"، وسط أجواء تنذر بمعارك عنيفة قرب العاصمة.
وفي تسجيل صوتي، طالب "حفتر" سكان طرابلس بإلقاء السلاح ورفع الراية البيضاء لضمان سلامتهم، وسط تحركات عسكرية تجاه المدينة.
وفي المقابل، أمر رئيس المجلس الرئاسي في ليبيا، رئيس حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا؛ "فائز السراج"، رئاسة الأركان والمناطق العسكرية برفع درجة الاستعداد القصوى، كما أمر القوات الجوية باستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد المدنيين.
كذلك أعلنت قيادة المنطقة الوسطى بليبيا تحريك كتائب تابعة لها إلى طرابلس، دعما لقوات حكومة "الوفاق"، وهو ما أعلنته أيضا رئاسة المجلس العسكري لمدينة مصراتة.
