فرنسا تشيد قاعدة عسكرية جديدة وسط مالي

السبت 6 أبريل 2019 09:04 ص

يشيد الفرنسيون قاعدة عسكرية جديدة وسط مالي، في موقع غير بعيد من الحدود مع بوركينا فاسو، وهي المنطقة التي يتحرك فيها مقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" في الصحراء الكبرى.

وتعاني مالي من تصاعد أعمال العنف وانتشار جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية". 

وقالت وكالة "فرانس برس" إن الأشغال مستمرة لبناء القاعدة العسكرية الجديدة؛ إذ يشتغل العمال تحت شمس حارقة على حفر الأرض ونقل الأتربة، في مكان خارج بلدة غوس؛ حيث نصبت الخيام والمستودعات.

وأضافت أن العمل يجري بوتيرة جيدة في موقع القاعدة؛ حيث يتصاعد الغبار، وسائقو الشاحنات يرتدون السترات الواقية من الرصاص رغم ارتفاع درجة الحرارة إلى 50 مئوية.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن قائد القاعدة قوله إنها ستكون القاعدة الرئيسية للعمليات في منطقة غورما حيث التهديد نشط، فيما قال ضابط رفيع آخر لم يكشف عن هويته: "في السابق كنا نتوغل ثم نخرج من المنطقة، لكننا الآن نرفع العلم هنا حيث سنبقى".

وعند اختيارهم لهذا الموقع، بحث الفرنسيون عن المياه الصالحة للشرب دون جدوى، لكنهم في النهاية قرروا جلب المياه من مدينة غاو، كبرى مدن شمال مالي، التي تبعد عن موقع القاعدة الجديدة 150 كم؛ حيث يتم جلب المياه في صهاريج كبيرة.

وتعد القاعدة الجديدة الأحدث في إطار عملية برخان الفرنسية التي تتخذ من تشاد مقرا رئيسيا لها، وينشط في عملية برخان 4.500 جندي يخوضون حربا شرسة ضد مئات العناصر "الإرهابية" النشطة في منطقة الساحل الأفريقي، لكن القاعدة الجديدة ستركز على الشريط الحدودي بين مالي والنيجر وبوركينافاسو.

وخلال الأشهر الأخيرة، خاضت القوات الفرنسية مواجهات قوية في شمال شرقي مالي، ضد مقاتلي "الدولة الإسلامية" في الصحراء الكبرى، وذلك في منطقة ليبتاكو المحاذية للنيجر، لكن القوات الفرنسية تعتزم الآن التوسع غربا إلى منطقة غورما في وسط البلاد، وهي منطقة تقاطع تحاذي حدود مالي مع بوركينا فاسو.

وقال قائد عملية برخان الجنرال "فريدريك بلاشون" إن منطقة غورما، جنوب نهر النيجر، التي تمتد على أجزاء من مدن غاو وتمبكتو وموبتي، هي ملاذ معروف للجماعات المتطرفة التي تستغل وجود الغابات للاحتماء على طول حدود بوركينا فاسو.

وفي الأسابيع الأخيرة، تكبدت القوات المالية خسائر فادحة في غورما، وهذا الأسبوع قُتل طبيب عسكري فرنسي عندما مرت عربته المدرعة فوق لغم.

وينشط تنظيم "الدولة الإسلامية" في الصحراء الكبرى مع جماعات جهادية أخرى في هذه المنطقة، بينها على وجه الخصوص جماعة تسمى "كتيبة غورما" ترتبط بـ"جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، التحالف الرئيسي الذي يتبع لتنظيم "القاعدة"، وقتل قائد "كتيبة غورما" "المنصور أغ القاسم" في نوفمبر (تشرين الثاني) في غارة فرنسية.

وهناك جماعة أخرى قوية هي "أنصار الإسلام" الموجودة جنوب غورما على طول الحدود مع بوركينا فاسو، ويُعتقد أن مقاتليها مسؤولون عن سلسلة من الهجمات في شمال بوركينا فاسو عام 2015، وما تزال تشن هجمات حتى اليوم، ويعتقد أنها مرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية".

وتعد غورما منطقة استراتيجية تستخدمها الجماعات الإرهابية للتحرك بسهولة بين البلدان الثلاث (مالي، النيجر وبوركينافاسو)، وذلك ما أكده "بلاشون"، في حديث لإذاعة فرنسا الدولية، حين قال: "عندما تكون في غورما بإمكانك الوصول إلى أي مكان في المنطقة. وباستطاعتك أيضا تقديم الدعم في بوركينا فاسو إذا احتاج الأمر".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

مقتل 13 عسكريا فرنسيا في تصادم مروحيتين بمالي

بعد مقتل 13 جنديا فرنسيا.. مطالب للإليزية بالخروج من مالي