معارضة الإمارات والسعودية تسجل حضورا لافتا في مليونيات الجزائر

السبت 6 أبريل 2019 12:04 م

يوما بعد يوم وجمعة بعد أخرى، تتصاعد وتيرة الاحتجاجات والغضب الشعبي في صفوف الجزائريين وبمسيراتهم المليونية الأسبوعية، تجاه السعودية والإمارات.

وتأتي تلك الحالة وسط اتهامات متداولة للدولتين الخليجيتين بمحاولة ضرب الحراك الشعبي السلمي الذي نجح في الإطاحة بالرئيس "عبدالعزيز بوتفليقة" ويسعي لتغير النظام الحالي، حيث تسعى أبوظبي والرياض لاستنساخ نموذج للجديد للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" بشمال أفريقيا.  

وذخرت المسيرات الأخيرة وكذا صفحات مواقع التواصل الجزائرية بالكثير من مظاهر الاحتجاج ضد الدولتين الخليجيتين سواء برفع لافتات أو ترديد هتافات أو ببث منشورات مناهضة لهما وتحذرهما من مغبة التدخل في الشؤون الداخلية لبلد المليون شهيد.

وزادت حدة الغضب بشكل لافت من قبل الجزائريين ضد الإمارات بشكل خاص، أمس، في الجمعة السابعة للمظاهرات المليونية، بعد إعلان "خليفة حفتر" المدعوم من قبل الإمارات والسعودية، شن هجوم عسكري على العاصمة الليبية طرابلس.

وقد أثار إعلان "حفتر" شن هجوم عسكري على العاصمة الليبية طرابلس، توجسا لدى جزائريين، كان ظاهرا في تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى في وسائل إعلام محلية، وذلك لتزامنه مع الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ 22 فبراير/شباط الماضي، والذي أدى إلى استقالة الرئيس "بوتفليقة".

وكان "فتحي باشاغا" وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، قال الخميس، إن دولة عربية هي التي منحت الضوء الأخضر للتحرك العسكري لـ"حفتر" باتجاه العاصمة طرابلس.

وكان "حفتر" زار السعودية حيث استقبله العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، الأربعاء الماضي.

وينظر في الجزائر لـ"حفتر"، بنظرة سلبية، بعدما هدد في سبتمبر/أيلول 2018، بنقل الحرب إلى الجزائر في ظرف وجيز بسبب مشاكل حول ضبط الحدود.

وكانت وسائل إعلام جزائرية حذرت من مناورة وصفتها بـ"الخبيثة" يقودها "حفتر"، على الحدود الجزائرية الليبية، من أجل تحرير عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من مراكزها للفرار إلى الجزائر التي تعيش وضعا استثنائيا في الفترة الأخيرة.

ورغم أن الإمارات والسعودية لم تعلنا رسميا عن موقف مما يجري بالجزائر من حراك متصاعد فإن الأذرع الإعلامية التابعة لهما والمعبرة عنهما سارعت إلى إفراد تغطية موسعة لتلك الاحتجاجات، وسط اتهامات لتلك الأذرع بمحاولة إبراز دور الجيش وقائده الفريق "أحمد قايد صالح".

وقد أبرزت وسائل الإعلام الإماراتية أخبار زيارته للإمارات، قبل تصاعد الاحتجاجات في فبراير/شباط الماضي، واستقباله من قبل "محمد بن راشد" نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي. وكذلك لقاء "منصور بن زايد آل نهيان"، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مع "صالح" والوفد المرافق له على هامش معرض "آيديكس 2019".

وكان موقع استخباراتي فرنسي زعم خلال شهر مارس/آذار الماضي أن الإمارات توسطت لدى واشنطن ليكون "صالح" خليفة لـ"بوتفليقة".

وزعم الموقع أن "صالح" زار الإمارات مرتين لبعث رسائل مطمئنة إلى الولايات المتحدة، غير أن الإمارات فشلت في إقناع واشنطن بالرهان على "سيسي" جديد (نسبة لقائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي) جديد في شمال أفريقيا. كما أن الدبلوماسية الأمريكية أطلقت علنا تحذيرا ضد كل أشكال القمع الوحشي للمتظاهرين جزائريين.

كما أن بعض الكتاب والمغردين المعبرين عن الموقف الرسمي الإماراتي اهتموا كثيرا بما يحدث في الجزائر.

وقد أثار الأكاديمي "عبدالخالق عبدالله، المستشار السابق لـ"محمد بن زايد"، غضب جزائريين، ودفع بعضهم للتلاسن مع إماراتيين، جراء ما اعتبروه "تدخلا" في شؤون بلادهم و"مساسا" بتظاهراتهم، فيما دشن مغردون وسما تحت عنوان لا للإمارات بأرض الشهداء.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية