استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رفات جندي

الأحد 7 أبريل 2019 08:04 ص

  • العملية برمتها تشكل انتهاكا لسيادة سورية التي تتصرف بها روسيا وكأنها مستعمرة.
  • لو كان للأنظمة العربية وزن في السياسة الدولية لما أقدم بوتين على خطوته الأخيرة ولما أهدى ترامب القدس والجولان لنتنياهو.
  • تطويق قوات روسية مخيم اليرموك وإخراجها القوات السورية منه بحثا عن رفات الجندي يعبر عن عدم احترام روسيا لحليفها.
  • اعتداءات إسرائيل على سورية واستهداف طيرانها أهدافا عسكرية إيرانية بسورية دليل على التفاهم بين بوتين ونتنياهو.
  • شعارات محور "المقاومة والممانعة" تفترض أن الأسد لا يوافق على مثل هذه الخطوة التي تخدم نتنياهو بالانتخابات.

ليس من قبيل المصادفة أن تستعيد إسرائيل قبل ستة أيام فقط من انتخابات الكنيست رفات الجندي زخاري باوميل الذي قتل على أيدي القوات السورية في منطقة السلطان يعقوب اثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان العام 1982.

كما أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن تقدم إدارة ترامب الجولان هدية لنتنياهو قبل أسابيع قليلة من الانتخابات. فنتنياهو الذي يعاني في الانتخابات إذ تشير استطلاعات الرأي بأن فوزه في الانتخابات ليس مضمونا بعد أن تمكن الجنرالات الأربعة في تحالف أزرق وأبيض من تشكيل جبهة مؤثرة في الانتخابات.

لا يمكن فهم الهدية التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنتنياهو بإعادة رفات الجندي القتيل ولا هدية الجولان التي قدمها الرئيس دونالد ترامب إلا في سياق السعي الحثيث لتعزيز فرص نتنياهو وتشتيت الانتباه داخل إسرائيل عن إخفاقات نتنياهو، فضلا عن فضائح فساده التي طالته وطالت زوجته في الفترة الأخيرة.

استطلاعات الرأي الأخيرة التي سبقت الإعلان عن عودة رفات زخاري باوميل - وآخرها استطلاع أجرته صحيفة هآرتس تفيد بتفوق اليمين بنحو 67 مقعدا مقابل 53 لبقية الأحزاب الوسط واليسار والفلسطينيين.

فحتى لو تراجع الليكود لصالح قائمة ابيض وأزرق بقيادة غانتس فإن الشخص الوحيد المؤهل لتشكيل الحكومة القادمة سيكون نتنياهو. وجدير بالذكر أن الحزب الذي يفوز بأكثرية المقاعد قد لا يتمكن من تشكيل ائتلاف حاكم وتاريخ إسرائيل مليء بالأمثلة.

واضح تماما أن بنيامين نتنياهو تمكن من التوصل إلى تفاهمات استراتيجية واضحة مع الرئيس بوتين - حليف بشار الأسد. وما الاعتداءات الإسرائيلية على سورية واستهداف سلاح الجو الإسرائيلي للأهداف العسكرية الإيرانية داخل سورية إلا دليل واضح على التفاهم بين بوتين ونتنياهو.

وليس واضحا لغاية الآن إن كان الرئيس بشار الأسد مطلعا على خطة بوتين لتسليم رفات الجندي القتيل. فشعارات محور "المقاومة والممانعة" تفيد بأن الرئيس الأسد ينبغي ألا يوافق على مثل هذه الخطوة التي تخدم نتنياهو بالانتخابات.

الأجواء الاحتفالية التي رافقت استعادة رفات الجندي تحرج نظام الأسد، فخطوة الرئيس بوتين في تقديم هذه الهدية أحرجت نظام الأسد وأصابت مناصريه. ومما لا شك فيه أن العملية برمتها تشكل انتهاكا لسيادة سورية التي تتصرف بها روسيا وكأنها مستعمرة.

فالطريقة التي طوقت بها مجموعة من القوات الروسية مخيم اليرموك والطلب من القوات السورية الخروج من مخيم اليرموك للبحث عن رفات الجندي تعبر عن عدم احترام روسيا لحليفها الأسد. وحتى يتجنب الاحراج يدعي نظام الأسد أن لا علم له بالعملية وأنها تمت بتعاون الإرهابيين مع الموساد!

تصريحات منقولة عن بوتين تكذب ما تقوله المصادر السورية الرسمية، فالمسألة ليست متعلقة بتعاون إرهابيين مع الموساد، فالرئيس بوتين قالها بصراحة أن البحث عن الرفات لم تكن سهلة في إشارة واضحة بأن قواته هي من قامت بهذه العملية. كما أن بوتين أخبر نتنياهو بأنه من الضروري أن تتمكن عائلة القتيل زيارة قبره.

اللافت أن كل الهدايا التي يتلقاها نتنياهو في موسم الانتخابات هي على حساب العرب وتحديدا سورية، وهذا الاستسهال في استرضاء نتنياهو على حساب العرب له أسبابه، فلو كان للأنظمة العربية الوزن المطلوب في السياسة الدولية لما أقدم بوتين على خطوته الأخيرة ولما قام ترامب بإهداء القدس والجولان لنتنياهو.

كتبت وغيري عن ضرورة أن يقوم الجانب العربي برفع الكلفة على من يقف مع إسرائيل على حساب الحقوق الواضحة التي يقول الجانب العربي بأنه يتمسك بها ويعتبرها خطا أحمر، لكن وكما يقال اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.

  • د. حسن البراري - أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية

المصدر | الغد الأردنية

  كلمات مفتاحية