صحف بريطانية: حفتر سيضع ليبيا تحت سلطة مستبدة مثل السيسي

الأحد 7 أبريل 2019 10:04 ص

حذرت صحف بريطانية من سيطرة الجنرال الليبي "خليفة حفتر" على البلاد، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يضع ليبيا تحت سلطة مستبدة كما فعل الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي".

وخصصت الصحف البريطانية الصادرة الأحد عددا من تقاريرها لتجدد المعارك في ليبيا بعد زحف قوات "حفتر" نحو العاصمة طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دوليا.

ونشرت صحيفة "صنداي تايمز" تقريرا كتبه "ماثيو كمبل"، يقول فيه إن "الجنرال المارق يغتنم فرصة حصار طرابلس".

ويقول "ماثيو" إن "أمير الحرب الذي دربته الولايات المتحدة وتدعمه روسيا كانت عينه، منذ زمن طويل، على السلطة، وقد تحرك أخيرا لتحقيق هدفه".

ويذكر الكاتب أن "هجوم قوات حفتر على طرابلس تزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في خطوة تدل على ازدراء حفتر لخطة تقاسم السلطة التي تقترحها الأمم المتحدة في ليبيا".

ويقول "ماثيو" إن "حفتر، البالغ من العمر 75 عاما، مواطن أمريكي، وضابط سابق في جيش معمر القذافي يحب لقب المشير. ويعتقد أن قواته تعرضت لغارات جوية قرب غريان، وهي بلدة تقع على بعد أكثر من 50 كيلومترا جنوبي طرابلس".

وفي الزاوية، غربي طرابلس، وقع 145 مقاتلا من جيش "حفتر" في الأسر، وحجزت مركباتهم العسكرية.

ويضيف الكاتب أن "حفتر" بقي في بنغازي بعدما أمر قواته بالزحف نحو طرابلس.

وكانت الأمم المتحدة اقترحت في خطتها لتقاسم السلطة أن يتولى "حفتر" قيادة الجيش والأجهزة الأمنية في الحكومة التي يرأسها "فايز السراج" بدعم من الأمم المتحدة.

ولكنه قدر أن خصومه في حالة ضعف كبير، وبالتالي فهو ليس ملزما بتقاسم السلطة معهم، بل يمكنه أخذ الحكم كاملا لوحده.

الموقف الغربي

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا كتبه محرر الشؤون الدبلوماسية، "باتريك وينتور"، يقول فيه إن بعض الجهات الغربية لا تريد الوقوف في طريق "حفتر" نحو السلطة.

ويقول "باتريك": "بعد أكثر من 50 عاما في السياسة الليبية أصبح حفتر على أبواب طرابلس، وهو أقرب إلى فرض حكم عسكري في البلاد من أي وقت مضى خلال مسيرته المتقلبة والعنيفة".

ويرى الكاتب أن "ليبيا قد تجد نفسها مرة أخرى، بعد 8 أعوام من سقوط نظام معمر القذافي، تحت سلطة مستبدة تشبه سلطة عبدالفتاح السيسي في مصر، وسيكون ذلك إدانة للمجموعة الدولية التي حاولت منذ مدة طويلة إدماج الجنرال في المسار الديمقراطي في ليبيا."

ويضيف أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تردد في إصدار بيان يدعو فيه قوات "حفتر" إلى وقف زحفها نحو طرابلس. ويفسر هذا التردد بالدعم الذي يتلقاه حفتر من مصر والإمارات، ومن بعض الأطراف في الحكومة الفرنسية.

من جهة أخرى، يقول "باتريك" إن الدول الغربية بدل أن تساعد في إرساء الديمقراطية في ليبيا تنظر إلى الأزمة في البلاد من ناحية دور طرابلس في وقف موجات الهجرة ومكافحة الإرهاب وكذا إنتاج النفط.

وإذا كان الهدف بالنسبة للدول الغربية هو وقف تدفق المهاجرين وضمان إنتاج النفط ومكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" فإن أسهل الحلول هو وضع رجل قوي في السلطة.

ونشرت صحيفة "صندي تلغراف" مقالا افتتاحيا بعنوان "المهمات الفاشلة في ليبيا"، قالت فيه إن الفوضى تسود ليبيا، وتجعلها مرتعا سياسيا واقتصاديا للتطرف. والعاصمة طرابلس أصبحت الآن مهددة برجل قوي جديد هو حفتر".

وتضيف أن "الوضع في ليبيا اليوم هو نتيجة التدخل الغربي الفاشل في البلاد".

فمن جهة، ساعدت الدول الغربية في إسقاط "القذافي"، الذي واجه انتفاضة شعبية حقيقية ضد حكمه. ومن جهة أخرى، لا تريد هذه الدول أن تلتزم بالمشاركة في بناء الدولة مثلما حدث في العراق بسبب تكلفتها المالية والبشرية.

وترى الصحيفة أن ما فعلته الدول الغربية في ليبيا هو ما وصفه الرئيس الأمريكي السابق، "باراك أوباما" بأنها ثورة زهيدة، فقد كلفت العمليات العسكرية فيها مليار دولار وعددا قليلا من الضحايا.

ولكن المخابرات الغربية غاب عنها حجم الانقسام بين القبائل، كما عاب أوباما على فرنسا وبريطانيا عدم الاستثمار في إعادة بناء ليبيا.

وختمت "صندي تلغراف" بالقول أن التدخل لا معنى له إذا لم يصحبه التزام بأن ترافقه عملية إعادة البناء. فالاضطرابات في ليبيا تزيد من متاعب أوروبا من خلال أزمة اللاجئين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية