سعودية مولعة بالخبز تخاطب المهتمين بالطهي عبر مدونتها وشغفها

الأحد 7 أبريل 2019 03:04 م

بعد فترة طويلة من العشق لمحتويات المطبخ، وقدرة بعض المكونات الممزوجة على صنع أشهى الأطباق، أنشأت شابة سعودية مدونتها المهتمة بالطهي لتشارك متابعيها كل وصفة من مراحل فشلها الأولى إلى أن صارت تتقنها، كي تمنحهم جرأة التجريب والخبرة المُكتسبة.

وبعد أعوام على تخرجها من الجامعة، عملت "راوية الغفيلي" بعدها في إحدى الشركات ثم استقالت منها لتتفرغ لعملها الجديد في تطوير أطباق المطاعم، والتصوير أحيانا.

تستهل "راوية" حديثها مع صحيفة "الشرق الأوسط" بقولها: "كل ما أنا بحاجة إليه هو الصبر، استمر بالتجريب حتى أصل إلى أفضل نتيجة".

وعن البداية تقول: "كان أول دخول لي للمطبخ في سن الثالثة عشرة حين أعددت إكلير الفانيلا والشوكولاته، ما زال شكله وطعمه ورائحته عالقة في ذهني، ولا أنسى إطراء والدتي، حفظها الله، وأخواتي".

وتتابع أن المدونة الخاصة بها فتحت لها آفاقا جديدة حين سافرت واطلعت ثم غمست يديها في الدقيق، وجعلت متابعيها يسمعون بأنواع لم يعرفوا عنها من قبل، مثل خبز الكستناء مع اللبنة والطحينية والفستق والعسل، وقد تضيف مكونات غير مألوفة إلى الخبز، مثل الكراوية، فيما فطنت إلى سر وصفة خبز "الكانلي" الذي يُعد من المخبوزات الكلاسيكية الفرنسية ويتوجب خَبزه بقوالب من نحاس.

وعن ميلها إلى المخبوزات بأنواعها توضح: "إنها تثير بي الشعور بالتحدي أثناء لهوي بها، إذ تحتاج إلى الكثير من الدقة والصبر والانتظار وفي نهاية المطاف يحصل المرء على متعته حين يراها قد خرجت بشكل متقن".

وفي أسفارها تحرص على زيارة المخابز، وبحسب ما تقول، فإنها تبحث مطولا قبل أي رحلة عن المميز منها، موضحة: "لكل منها مذاقات وطرق معينة في الإعداد، أجد في اختلاف المكونات واستخدامها طرقاً جديدة عما عهدناه، ما يوسع مداركي ويجدد أفكاري".

وتتابع: "لقد أنعشَتْ المدونة رصيدي المعرفي، فعندما أقرأ عن الوصفات المختلفة وتاريخها أتعرف على البلدان وعاداتهم المختلفة، وأطلع على أسرار ممتعة. وانتفاع المتابعين بالوصفات تسبّب في إقبال متزايد على المدونة، مما منحني نَفَساً طويلاً لتطويرها على مدار سنوات".

وقد أضفَتْ "راوية" بعضا من لمساتها إلى أطباق مطاعم في بلادها، وتستطرد: "مزجتُ بين مطابخ ومكونات مختلفة، وتفننتُ في أطباق الفطور مثل البيض بيندكت، وهو واحد من أشهر أطباق البيض في وجبة الإفطار بأميركا، وهناك الفرنش توست والكروك مدام، ناهيك بكثير من الحلويات مثل كعكة التمر والميل فاي".

ومضت قدما لا سيما في وصفات الباستا الطازجة التي قدمَتْها بألوان وزخارف مختلفة معتمدة في ذلك على الملونات الطبيعية من خضار وفاكهة.

وتشير إلى مدونتها التي حصدت زيارات وتعليقات تثنى على المحتوى منذ الشهور الأولى من انطلاقها، وتلقت التشجيع من طهاة محترفين، وفقا لقولها.

وحول السبب الذي يجعل لمدونتها نسبة مشاهدات عالية، توضح: "مدوَّنتي بفضل الله تُعد من أوائل المدونات العربية اللي تهتمّ بأدق التفاصيل، بدءاً من تاريخ الوصفات وما تحمله من قصص، مروراً بالصور ذات الجودة العالية التي تعطي انطباعاً واضحاً عن الشكل النهائي، وليس انتهاءً بالشرح الدقيق لكيفية تنفيذ الوصفات بالشكل الصحيح".

كما تبث روح الثقة في المتصفحين بقولها: "ممكن تسوون بالبيت أشياء ألذ من اللي تشترونها جاهزة، مو شرط يكون عندكم خبرة حتى تسوون أشياء لذيذة المهم يكون عندكم حب وحماس للي تسوونه والأهم ثقة بأنفسكم وقدراتكم".

وتتابع راوية الطهاة المهرة للاستفادة من خبراتهم ومستجداتهم في هذا المجال، قائلة: "هدفي أن أستمر في التعلم لا أن أنقل الوصفات وحسب، أرغب في أمتلك الخبرة التي تؤهلني لأن أضيف شيئا للآخرين".

وقالت: "أمنح أولوية لجودة الأكل ولذّته قبل أي اعتبار آخر، وأكره كل وصفة تبرز الشكل الجميل بينما المذاق لا شيء يُذكر".

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية