ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الجيش الأمريكي قام، اليوم الأحد، بإجلاء وحدة صغيرة من قواته من العاصمة الليبية طرابلس، بالتزامن مع شن قوات شرق ليبيا بقيادة "خليفة حفتر"، حملة عسكرية لانتزاع السيطرة على المدينة من يد حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية، والتي انضمت في وقت سابق إلى دعوات وجهتها العديد من الدول للطرفي النزاع في ليبيا لضبط النفس، تحولت، اليوم الأحد، إلى حث "حفتر" على الانسحاب من طرابلس.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان نسبته إلى مسؤول كبير: "تعارض الولايات المتحدة الهجوم العسكري الذي تشنه قوات حفتر، وتحث على وقف فوري لجميع العمليات العسكرية ضد طرابلس، والعودة إلى الوضع الذي كان قائما".

ودعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، الأحد، إلى هدنة إنسانية لمدة ساعتين بعد ظهر اليوم، لإجلاء الجرحى من العزيزية، والمنطقة المحيطة بمطار طرابلس، ومناطق أخرى، فيما لا يمكن تحديد عدد ضحايا المعارك بين الطرفين حتى الآن.

وقال ممثلو بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنهم لا يزالون يقومون بأعمالهم في ليبيا ولم يتم إجلاؤهم، لكن الأفراد العسكريين التابعين للولايات المتحدة غادروا على متن سفينة صباح اليوم الأحد، وفقا لأحد السكان الذي قدم صورا للسفينة أثناء مغاردتها.

وقالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، في بيان إن "مهمتها في ليبيا شملت تقديم الدعم للجهود الدبلوماسية، وكذلك أنشطة مكافحة الإرهاب".

وقال الجنرال "توماس والدهاوسر" قائد قوات الأفريكوم الأمريكية فى بيان: "الوضع الأمني على الأرض في ليبيا يزاد تعقيدا ولا يمكن التنبؤ به.. حتى مع خفض أفراد القوة سنستمر في التحلي بالمرونة لدعم استراتيجية الولايات المتحدة الحالية".

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكي سعى للبقاء على الحياد بين طرفي النزاع في ليبيا.

والخميس، أطلق "حفتر" عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تحفز من حكومة الوفاق لصد أي تهديد.

وتزامن التصعيد العسكري من جانب "حفتر"، مع تحضيرات الأمم المتحدة، لعقد مؤتمر للحوار في مدينة غدامس الليبية بين طرفي الصراع من حكومة الوفاق التي تسيطر على طرابلس، وقوات شرق ليبيا التي تتمركز في طبرق، بين 14 و16 أبريل/نيسان الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.