أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني "علي لاريجاني" أن الأنباء المتداولة حول طلب طهران لوساطة عراقية لدى السعودية؛ من أجل تسوية الأمور الخلافية بين البلدين، لا أساس لها من الصحة.

وقال "لاريجاني"، في لقاء مع برنامج "لقاء اليوم" على قناة "الجزيرة"، مساء الأحد، إن السعودية هي التي أوصلت الوضع باليمن لما هو عليه، مشيرا إلى أن الرئيس اليمني السابق "علي عبدالله صالح" أخبره شخصيا، خلال أحد اللقاءات، بأنه يريد إنهاء الأزمة مع الحوثيين، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما لاقى استحسان طهران، غير أن الرياض "منعته من المضي قدما بخطته، وهو ما أوصل اليمن لما وصل إليه اليوم"، حسب قوله.

وحول التهديد الأمريكي بإدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، حذر "لاريجاني" واشنطن من اتخاذ طهران نفس الإجراء مع الجيش الأمريكي عبر وضعه على قائمة الإرهاب الإيرانية.

وقلل رئيس مجلس الشورى الإيراني من قدرة وقوة الولايات المتحدة، مؤكدا أنها "فقدت الكثير من مكانتها وقوتها، ولم تعد هي ذاتها التي عرفها العالم بالسابق".

وشدد على أن واشنطن تدرك أن ليس كل ما تريده يتحقق على أرض الواقع، مشيرا إلى أنها حاولت، منذ الإطاحة بنظام شاه إيران، تحطيم الجمهورية الإيرانية، ولجأت إلى التغرير بالرئيس العراقي السابق "صدام حسين" لمهاجمة إيران وافتعال حرب معها، ومع ذلك لم تنجح.

ورفض "لاريجاني" كل الاتهامات الموجهة إلى بلاده بالتدخل في شؤون المنطقة، واصفا الدور الإيراني في سوريا بأنه "استجابة لمطالب الحكومة السورية لمساعدتها في القضاء على الجماعات الإرهابية التي لعبت واشنطن دورا كبيرا في خلقها ودعمها".

وشدد رئيس مجلس الشورى الإيراني على رفض بلاده الشديد المطالب الأمريكية بالتخلي عن البرنامج الصاروخي الباليستي، وقال إن إيران لجأت إلى تطوير قوتها الصاروخية للدفاع عن نفسها، بعد أن شن "صدام حسين" الحرب ضده ولم تجد من يزودها بالصواريخ للرد على الصواريخ العراقية، ولذا فهي "لن تتخلى الآن عن وسيلتها للدفاع عن نفسها".

وحول التهديد بتشديد العقوبات الأمريكية على إيران وصولا إلى منع تام لتصدير النفط، أكد "لاريجاني" أن النفط لا يمثل سوى 20% فقط من ميزانية بلاده العامة، وأن "إيران العظمى لن تكسرها العقوبات الأمريكية"، حسب تعبيره.

واستبعد "لاريجاني" أن تنفذ بلاده تهديدها السابق بإغلاق مضيق هرمز في حالة منعت واشنطن تصدير النفط الإيراني، قائلا إن "طهران لا تريد الإضرار بمصالح دول المنطقة".

كما انتقد رئيس مجلس الشورى الإيراني الموقف الأوروبي من العقوبات الأمريكية ضد بلاده، واصفا إياه بـ"المتردد"، ومؤكدا في الوقت ذاته أن "أوروبا بانصياعها للعقوبات الأمريكية هي التي ستخسر السوق الإيراني الكبير وليس العكس".