بعث 17 عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكي، بخطاب إلى وزير الخارجية "مايك بومبيو" طالبوه خلاله، بإثارة قضايا ومخاوف رئيسية، تعتريهم مع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، خلال اجتماعهما الثنائي، المقرر عقده في وقت لاحق من هذا الأسبوع، أبرزها قضايا متعلقة بحقوق الإنسان.

وتضمن الخطاب الذي انضم له مؤخرا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ "جيم ريتش" (جمهوري)، والسناتور البارز "بوب مينينديز" (ديمقراطي)، ثلاثة مطالب رئيسية، وإشادة للرئيس المصري بتعامله مع (إسرائيل).

وجاء في الخطاب، الذي حمل توقيع الـ17 عضوا، أنه من الضروري أن يؤكد "بومبيو" خلال لقائه بـ"السيسي"، أن الشراكة مع الجانب الأمريكي "تكون أقوي وأكثر استدامة، حينما تتجذر في القيم المشتركة، بما ذلك الحكم الديمقراطي، والحرية السياسية وحقوق الإنسان لجميع المواطنين".

وقال أعضاء مجلس الشيوخ، موجهين حديثهم لوزير الخارجية الأمريكية: "نكتب إليك لتشجيعك على تناول ثلاثة أمور ملحة بشأن التطورات مع السيسي".

وذكر الخطاب الأمر الأول، يتمثل في احتجاز السلطات المصرية بدون وجه حق أكثر من 10 أمريكيين، معقبين: "ببساطة، من غير المقبول أن تحتجز حكومة أجنبية مواطنين أمريكيين ظلما، وتحرمهم من الحقوق القانونية والسياسية الأساسية لذا لابد أن تطالبه (السيسي) بإطلاق سراح هؤلاء الأمريكيين".

وفيما يتعلق بالأمر الثاني، وفقا للخطاب، فقد عبر أعضاء مجلس الشيوخ عن قلهم التقارير المتداولة عن شراء مصر 20 طائرة "سوخوي SU-35s"، من روسيا.

وقال أعضاء مجلس الشيوخ: "نظرا لأن الولايات المتحدة تقدم مساعدة عسكرية كبيرة لمصر، فإننا نشعر بالقلق من تعميق علاقتها بروسيا، والتي تشمل أيضا القرض الذي قدمته موسكو؛ لبناء محطة الطاقة النووية في الضبعة".

وطالب الأعضاء "بومبيو"، أن يطلب من "السيسي" إعادة تقييم هذه القرارات السابقة مع روسيا، والتي اعتبروها أنها تخاطر بتعريض بلاده بالتبعية لروسيا مرة أخري.

وتعد مصر ثاني أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية.

والعام الماضي، أعادت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، مبلغ 195 مليون دولار كمساعدات عسكرية لمصر، كان قد تم حجبها مؤقتا بسبب المخاوف من سجل حقوق الإنسان في البلاد.

لكن جماعات حقوق الإنسان تواصل الضغط على الكونغرس لجعل المساعدات العسكرية السنوية مشروطة بتحقيق مصر معايير ديمقراطية معينة.

أما الأمر الثالث، فقد أكد أعضاء مجلس الشيوخ الموقعون على الخطاب، أن لديهم مخاوف جدية بشأن تدهور الأوضاع السياسة وحقوق الإنسان في مصر.

ومضي أعضاء مجلس الشيوح: "من الجدير بالذكر، أن التعديلات المقترحة على الدستور المصري، والتي ينظرها البرلمان حاليا، إذا تم أقرها البرلمان؛ ستؤدي إلى تقويض استقلال القضاء المصري، وإعطاء السيسي سلطة اختيار رؤساء الهيئات القضائية، وقد يسمح للرئيس في نهاية المطاف بتمديد حكمة حتى 20134، كما توسع أيضا نفوذ الجيش".

ودعا أعضاء مجلس الشيوخ "بومبيو"، أن يطالب "السيسي"، بإعادة النظر لدعمه للتعديلات الدستورية، ودعم الحكم الديمقراطي، بما في ذلك استقلال القضاء في مصر.

كما دعا الخطاب "بومبيو"، إلى التأكيد خلال اجتماعه بـ"السيسي"، أهمية تعزيز العملية السياسية، وحريتها وشفافيتها، بجانب التأكيد على الدور المهم لحقوق الانسان والمجتمع المدني في بناء بلد أكثر ازدهارا.

وختم الأعضاء خطابها بضرورة أن يشيد "بومبيو"، بالحكومة المصرية لالتزامها بمعاهدة السلام مع (إسرائيل)، ودورها في التوسط لوقف إطلاق النار بين (تل أبيب) وحماس، وتوفير امتيازات عسكرية للولايات المتحدة، وكذلك التزامها بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.

ووصل "السيسي"، الإثنين، إلى واشنطن، في مستهل زيارة للولايات المتحدة، تستغرق ثلاثة أيام، يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، ومسؤولين في إدارته.

وتهدف الزيارة إلى تعزيز علاقات الشراكة التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، بما يحقق المصالح الاستراتيجية للدولتين والشعبين، فضلا عن مواصلة المشاورات الثنائية حول القضايا الإقليمية وتطوراتها، حسبما أعلنت القاهرة.