استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الآن فهمتكم

الثلاثاء 9 أبريل 2019 07:04 ص

الآن فهمتكم

الحكم السلطوي عقيم وأناني واستبدادي ومتفرد لا يحب الا ذاته ولا يحتمل النصح ولا يقبل شريكاً.

الثورات المضادة المدججة بثروات النفط وخزائنه لن توقف حركة التاريخ ونواميسه ولن تحول دون القدر.

في الوطن العربية تجمعت بقايا الاستبداد الكوني وتمظهرت بشكل سلطة لا تشبع ولا تقنع وتقول هل من مزيد؟

*     *     *

من طبائع الحكم السلطوي أنه عقيم، وأناني، واستبدادي، ومتفرد، لا يحب الا ذاته ولا يحتمل النصح ولا يقبل شريكاً.

السلطويات العربية مثل القطط تاكل ابناءها اذا جاعت او اذا لزم الامر، ومن اجل البقاء والاستمرار لن ترحم الاقربين فضلا عن الابعدين.

واذا تعلق الامر بالبقاء او بالرحيل فبقاء الحاكم وجوقته اولى من بقاء الشعب، ومن لم يفهم هذه المعادلة واراد صعود الجبال فلن يجد الا السجون او الهجرة عبر امواج البحر.

«منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر».

في الأوطان العربية، تجمع بقايا الاستبداد الكوني، وتمظهر بشكل السلطة التي لا تشبع ولا تقنع وتقول هل من مزيد؟

مزيد من السلطة ومن النفوذ، ومزيد من التسلط والاستبداد، والنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.

من دروس التاريخ، كما في علم السياسة والاجتماع، فإن طبائع الاستبداد وطلائع الاستبلاد، تُنشئ مطلق السلطة، وبدورها منتج لمنظومة الفساد والخراب والدمار، ومُؤذن بالزوال والاندثار.

قبل سبع سنوات من انتفاضة الربيع العربي، حذر تقرير التنمية الإنسانية العربية من أنه:

«إذا استمر العجز التنموي المصحوب بوضع قمعي على الساحة الداخلية وتدنيس على الساحة الخارجية، فمن المرجح أن يتبع ذلك نزاع مجتمعي مكثف في البلدان العربية، ففي غياب آليات سلمية وفعالة لمعالجة الظلم الذي يتسبب فيه الواقع العربي الراهن تزداد احتمالات النزاع الداخلي وهو أسوأ مصير يمكن أن ينتهي إليه العصر الحالي في التاريخ العربي الحديث».

ملّ الناس ثرثرة الساسة المستدامة عن الإصلاح الإداري والسياسي، والثورة البيضاء، وهرمنا بانتظار قطار التحول الديمقراطي، والتداول السلمي ولحظة التغيير.

تأخر الفهم العربي الحاكم سبع سنوات قبل ان يقدم الرئيس التونسي ( بن علي) خطابه عشية هروبه من تونس حيث قال: «أنا فهمتكم»، وبعدها بسبع سنوات عجاف استقال شبح الرئيس الجزائري (بوتفليقة) من منصبه بعد ان طف الصاع، وبلغ السيل الزبى، وخرج الشعب الجزائري متحديا استمرار سلطة المومياء المحنطة.

في ليبيا، والسودان، وبلاد الشنقيط، وبقية البلدان جمرٌ تحت الرماد، ولكن بلادة الإحساس، وطبقات العزل المنافقة حول الحاكم، هي التي تحول بينه وبين الفهم، حرصا على مصالحهم ومكاسبهم، وليس حباً للحاكم أو تظهيرا لما يسمى بالولاء والانتماء. 

الثورات المضادة، المزودة بثروات النفط وخزائن البترول لن توقف حركة التاريخ، ولن تحول دون القدر، لأن معاندة النواميس، وتحدي إرادة الشعوب وقوانين الكون ستكون وبالاً على المراهقين والمغامرين.

لو ان الرئيس المخلوع -أياً كان- قال لشعبه قبل فوات الأوان «نعم فهمتكم»، وفهمت انكم مصدر السلطة ومصدر الشرعية، لهتف الناس بحياته وقبلوا منه بالقليل.

هل للعقل الحاكم ان يتعظ بالتاريخ او يعتبر بغيره؟

لا يغرنكم طول الصمت ولا جميل الصبر ..

ولو ان حكام الاندلس فهموا مقولة الشاعر صالح بن يزيد المشهور بأبي البقاء الرندي لما بكوا مثل النساء ملكاً لم يحافظوا عليه مثل الرجال.

لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ

فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ

هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُول

مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ

وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد

ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان

يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغة

إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ

أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ

وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ؟

* الشيخ زكي بني ارشيد كاتب ومفكر إسلامي، الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي ونائب المراقب العام للإخوان المسلمين بالأردن سابقا.

المصدر | السبيل الأردنية

  كلمات مفتاحية