أكد الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" لرئيس حكومة الوفاق الليبية "فائز السراج" رفضه الكامل مهاجمة طرابلس وتهديد حياة المدنيين، فيما طالب "السراج" الرئيس الفرنسي بحمل اللواء المتقاعد "خليفة حفتر" على وقف هجومه على العاصمة، وذلك وسط اتهامات ليبية لباريس بأنها أعطت الضوء الأخضر للهجوم.

وشدد "ماكرون" خلال اتصال هاتفي مع "السراج" على ضرورة وقف الهجوم الذي بدأ الخميس الماضي وأسفر عن مقتل العشرات من العسكريين والمدنيين وأدى لنزوح مئات آخرين، في حين أبلغ "السراج" الرئيس الفرنسي بضرورة أن يوقف "حفتر" القتال وينسحب من حيث أتى.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر ليبية بأنه تم، الإثنين، استدعاء السفيرة الفرنسية لدى ليبيا "بياتريس لوفرابير" من قبل حكومة الوفاق، حيث التقاها وزير الداخلية "فتحي باشاغا"، في الوقت الذي نفى فيه مصدر دبلوماسي فرنسي أن تكون بلاده علمت مسبقا بتقدم قوات "حفتر" نحو طرابلس.

وتعاني ليبيا منذ سقوط نظام العقيد "معمر القذافي" أواخر 2011 من وضع أمني متدهور وانقسام سياسي، استمر حتى التوصل إلى اتفاق الصخيرات (2015) بين أطراف الصراع برعاية الأمم المتحدة.

وأدى الاتفاق إلى قيام المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة "السراج" غربي البلاد، ولكنه لم يحظ بثقة البرلمان الموجود في شرقي البلاد رغم الاعتراف الدولي به، وهو ما أدى إلى استمرار انقسام مؤسسات البلاد بين حكومة "السراج" في طرابلس وقوات الجيش التي يقودها "حفتر" المتمركز في الشرق.

والخميس الماضي، أعلنت قوات "حفتر" إطلاق عملية للقضاء على ما سمته الإرهاب في العاصمة طرابلس، والتي تتواجد بها حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، فيما دعا "السراج" قوات الوفاق لمواجهة تحركات قوات "حفتر" بالقوة، متهما إياه بالانقلاب على الاتفاق السياسي للعام 2015.