يبدو أن الأنظمة الغذائية السيئة تقتل الناس أكثر من التدخين، بعد أن وجدت دراسة ضخمة أنها مسؤولة عما يصل إلى 11 مليون حالة وفاة يمكن الوقاية منها على مستوى العالم سنويا.

لكن المشكلة الكبرى ليست في الوجبات السريعة التي نأكلها، بل في الطعام المغذي الذي لا نأكله، كما يقول الباحثون، الذين يدعون إلى تحول عالمي في السياسة العامة لتشجيع الخضروات والفواكه والمكسرات والبقوليات.

أنظمة غذائية فقيرة

ووجدت الدراسة أنه على الرغم من أن السكر والدهون غير المشبعة ضارة، فإن المزيد من الوفيات ناتجة عن عدم وجود أطعمة صحية في نظامنا الغذائي.

كما يقول الباحثون إن النوبات القلبية والسكتات الدماغية هي أهم أسباب الوفاة المرتبطة بالنظام الغذائي، يليها السرطان والسكري من النوع الثاني.

ووجدت الدراسة أن الأكل والشرب بشكل أفضل يمكن أن يحول دون وفاة واحد من بين كل خمس وفيات حول العالم، وعلى الرغم من أن الأنظمة الغذائية تختلف من بلد إلى آخر، لكن تناول عدد قليل جدا من الفواكه والخضروات والكثير من الصوديوم (الملح) يمثل نصف مجموع الوفيات وثلثي سنوات الإعاقة التي تعزى إلى النظام الغذائي.

تغيير النصائح الغذائية

وكتبوا "إن النتائج التي توصلنا إليها تبين أن النظام الغذائي الأمثل هو المسؤول عن الوفيات أكثر من أي مخاطر أخرى على مستوى العالم، بما في ذلك تدخين التبغ، ما يبرز الحاجة الملحة لتحسين النظام الغذائي البشري في جميع الدول".

ويقولون إنه بدلا من محاولة إقناع الناس بالحد من السكر والملح والدهون، والتي كانت "محور التركيز الرئيسي للنقاش حول سياسة النظام الغذائي في العقدين الماضيين"، سيكون من الأفضل تعزيز الخيارات الصحية، وقال أحد الباحثين: "يقوم الناس بالتبديل، فعندما يزيدون من استهلاك شيء ما، فإنهم يقللون من استهلاك أشياء أخرى".

وقال باحث آخر في الدراسة: "تؤكد هذه الدراسة ما اعتقده الكثيرون منذ عدة سنوات، بأن النظام الغذائي السيئ مسؤول عن الوفيات أكثر من أي عامل خطر آخر في العالم".