حرب المطارات في ليبيا.. معركة تكسير عظام يحسمها الخارج

الثلاثاء 9 أبريل 2019 02:04 م

دخلت مطارات المنطقة الغربية في ليبيا أتون المعارك المشتعلة بين قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات اللواء متقاعد "خليفة حفتر"، عقب استهداف 3 مواقع جوية (مدنية وعسكرية) استراتيجية للطرفين.

ووفق محللين اثنين معنيين بالشأن الليبي، فإن "حرب المطارات" ليست إلا معركة "تكسير عظام" تستهدف "نقاط ضعف"، وستتواصل حتى ينتصر أحد الطرفين أو يتدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب.

أطلق "حفتر" عملية عسكرية، الخميس الماضي، للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، فردت الحكومة بإطلاق عملية "بركان الغضب"، الأحد، لصد الهجوم.

تدور المعارك بين قوات الطرفين على محورين أساسيين جنوب طرابلس، أحدهما هو مطار طرابلس، وهو خارج الخدمة منذ عام 2014.

وبدأ التصعيد العسكري من جانب "حفتر" يواجه رفضا دوليا متزايدا في يومه الخامس، خاصة أنه جاء في وقت تتأهب فيه الأمم المتحدة لعقد مؤتمر شامل للحوار في مدينة غدامس (جنوب غرب)، بين 14 و16 أبريل/نيسان الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.

قصف مطارات

قصف طيران قوات "حفتر"، الإثنين، مطار معيتيقة، على بعد 11 كم من قلب العاصمة، وهو القصف الأول من نوعه منذ بدء عملية السيطرة على طرابلس.

عقب القصف، قال مسؤول الإعلام في المطار" خالد بوغرسة" إنه تم إخلاء المطار من المسافرين، ووقف حركة الملاحة به، لكن لاحقا مساء أمس تم إعادة افتتاحه.

واستخدمت حكومة الوفاق مطار معيتيقة كمطار دولي بعد خروج المطار الدولي في طرابلس عن الخدمة.

ومعيتيقة في الأساس قاعدة جوية تضم مقر أهم كتيبة من ناحية التسليح، وهي "قوة الردع" الخاصة، التابعة لحكومة الوفاق، التي تستخدم معيتيقة كقاعدة للطيران الحربي.

أما مطار طرابلس، جنوبي العاصمة، فيبقى "حائرا"، منذ أيام، بين قوات الوفاق وقوات شرقي ليبيا، بقيادة "حفتر".

والإثنين، وكما هو الحال خلال الأيام الماضية، تبادلت قوات الطرفين إعلان السيطرة على مطار طرابلس.

ويفسر استمرار معارك السيطرة على المطار على شكل "كر وفر"، تبادل الطرفين إعلان السيطرة على المطار، الذي يمثل لقوات "حفتر" محطة استراتيجية للانطلاق نحو العاصمة، رغم كونه خارج الخدمة.

وأوضح أن إعلان كل طرف سيطرته على المطار لا يعني أن تلك السيطرة نهائية؛ فهي تدوم لساعات فقط حتى يتلقى الطرف الآخر الدعم العسكري، ويتمكن من استعادة المطار، وهكذا يتكرر الأمر.

واستهدف طيران حربي تابع لحكومة الوفاق، مساء الأحد، قاعدة "الوطية" الجوية، الخاضعة لسيطرة قوات "حفتر"، جنوب غرب طرابلس، بحسب ما نقلته قناة "ليبيا الأحرار" (خاصة) عن مصدر عسكري لم تسمه.

و"الوطية" هي القاعدة الجوية الوحيدة التي يسيطر عليها "حفتر" في الغرب الليبي.

وقالت مصادر إنه تم استخدمها، في وقت سابق الأحد، في شن غارة على قوات تابعة لحكومة الوفاق، قرب العاصمة.

وتضم ليبيا 18 مطارا مدنيا، منها 9 مطارات دولية، والبقية مخصصة للرحلات الداخلية. وعلقت أغلب شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى ليبيا؛ إثر اندلاع مواجهات مسلحة امتدت إلى مطار طرابلس، في يوليو/تموز 2014، الذي توقف العمل به في ذلك العام.

نقاط ضعف

"ناصر الهواري" مدير المرصد الليبي لحقوق الإنسان (غير حكومي)، قال إن الحروب الدائرة حول المطارات هي "استخدام لكل الأدوات الممكنة لحسم المعركة".

وأضاف أن المطارات والقواعد الجوية تمثل "نقاط ضعف يركز عليها الطرفان، حتى ينتصر أحدهما أو يتدخل المجتمع الدولي لوقف الحرب".

وأعرب عن اعتقاد بأن لدى كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، "فائز السراج"، و"حفتر" من القوة والعتاد ما يجعل أمد المعركة أطول، إلا إذا توقف الدعم الخارجي أو كان هناك قرار منهما في هذا الصدد، خاصة أن دولا تقدم دعم لوجستيا ودبلوماسيا.

وذهب "كامل عبدالله" محلل مصري في الشؤون الليبية، إلى أن "ما يحدث الآن هو تكسير عظام".

وأضاف "عبدالله" أن "حفتر لن يُسلم بسهولة، وضرباته حاليا تبحث إما عن خروج آمن، تحت غطاء الضغوط الدولية، أو الانتصار باستمرار الدعم الخارجي".

وتابع أن "إطالة أمد الحرب ليس في صالح حفتر، خاصة أن خطوط الإمداد مكشوفة والكثافة السكانية تمثل عقبة أمام التقدم".

ورأى أن "السراج لا يمثل حاليا حكومة تتمتع بشرعية المجتمع الدولي فحسب، بل تمكن، في التصعيد الراهن، من أن يكون حكومة معبرة عن الداخل ويعزز شرعيته".

ومضى قائلا إن "الموقف الإقليمي لديه أولوية لتعزيز مصالحه (في ليبيا)، وحيثما تكون سيكون قراره".

وفي ظل تصاعد الرفض الدولي لتحركات "حفتر" صوب طرابلس، برز تباين أمريكي روسي بشأن إدانة ذلك التصعيد، ما دعا موسكو إلى إحباط بيان لمجلس الأمن الدولي قبل ساعات.

وتصدرت ردود الفعل الرافضة لهجوم "حفتر" كل من تركيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وإيطاليا، بجانب منظمات دولية، وسط تحفظات تصدرتها روسيا ودول ومنظمات عربية.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية