استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«داعش القابضة»

الأربعاء 10 أبريل 2019 11:04 ص

«داعش القابضة»

ستكون «داعش القابضة» أغنى التنظيمات المالية الشبحية في العالم، لتبقيه ثروته كمصدر تهديد دائم.

داعش القابضة محترفة جداً فقد أدارت اقتصاد حرب، وبمهارتهم تحصل «داعش» على لقب أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم.

«داعش القابضة» قتلت داعش الإرهابية، فانهيار داعش العسكري يعود لعبء قيام التنظيم بجمع مليون دولار يوميا.

عجز التحالف الدولي عن تدمير "داعش" بالقصف الجوي والمدفعي إلا بعد 7 سنين عجاف ومطاردة نظامه المالي الدولي ستستمر 7 سنوات مقبلة.

*      *      *

لا يزال إرنستو تشي جيفارا شارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية، يستحوذ على مخيلة من هم في سن الثورة من الشباب، لتمرده على الحكومات والقيم الرأسمالية، ثم إثارته للرعب الأحمر في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

فـ«بوسترات» الثائر الشيوعي بشعره الطويل يعتمر قبعة تزينها النجمة باقية، وتتمدد، لقد غادر تشي الجغرافيا في جبال بوليفيا، لكنه لم يغادر التاريخ.

ومن يعتقد أن مغادرة تنظيم «داعش» لجغرافيا الرقة الطينية الموحلة نهائية، فقد تجاوز حقيقة أنها لا تعني مغادرة التنظيم الإرهابي للتاريخ.

فكما بقيت صور تشي جيفارا الثائر ملهمة لمن يعيش بحياته مرحلة الثورة، سيبقى هناك غلام مسلم مبهور بقدرات تنظيم «داعش» على إدارة الذئاب المنفردة، وعمليات الإعدام بالبرتقالي، والرايات السوداء.

لكن الفرق بين «داعش» وجيفارا أن الثائر الأرجنتيني كان شيوعياً مثاليا زاهدا، ربما مات في ذلك الصباح دون أن يتناول الإفطار الشحيح، الذي كان يهرّبه له الرعاة أحيانا قبل أن يشوا به للجيش.

لقد لفت نظري زميل إلى جودة عملة «داعش» المعدنية كالدرهم الفضي والدينار الذهبي، وكيف أنها مسكوكة على يد محترفة، وكأنها سُكّت في سويسرا، مما يؤكد أن التنظيم الإرهابي كانت له جهود حثيثة لممارسة نشاطات اقتصادية على نطاق واسع.

ولن نتحدث عن وفرة البنادق في أيديهم أو كثرة سيارات الدفع الرباعي الجديدة، لكن سنتذكر أنه في فترة تجاوزت العام كان دخل «داعش» من النفط المهرب لجيرانه يصل إلى مليون دولار يوميا، فأين ذهبت هذه الأموال؟!

يذهب المبعوث السابق للولايات المتحدة الأمريكية لدى التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، بريت ماكغورك، إلى القول: «دمّرنا تماماً تمويل داعش»، لكنه يحجم عن القول أين ذهبت أموال التنظيم.

ففي تقديرنا أن «داعش القابضة» قتلت «داعش الإرهابية»، فانهيار «داعش» العسكري يعود لعبء قيام التنظيم بجمع مليون دولار يومياً، مما قيّده بتلك المبالغ وكيف يستثمرها وينفقها، والأعباء ذات الصلة بإدارة «دولة الخلافة»!، ففقد التركيز على الهجمات الانتحارية والاغتيال واستهداف القوات، والأخطر أن شُذاذ الآفاق بالثروات المتحركة تحولوا من ثوار خنادق لثوار فنادق، وبدل طاولة الحرب الرملية سيعيدون بناء شبكات عدة منها: شبكة كوادرهم السابقين، وشبكة المقاتلين الجدد، وشبكة الملتزمين بأيديولوجيتها، وشبكة الساكتين بالمال عن تحركاتها، فـ«داعش» بالياقات البيضاء من رجال المال هي امتداد لـ«داعش» المقاتلين بالبدلات المبرقعة.

و«داعش» القابضة محترفة جداً، فقد أدارت اقتصاد حرب، ولمهارتهم تحصل «داعش» على لقب أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم، وببدلات إرماني ستدير «داعش» المالية ما حولوه خارج الرقة من نقد وذهب من عائدات النفط، وستكون «داعش القابضة» أغنى التنظيمات المالية الشبحية في العالم، لتبقيه ثروته كمصدر تهديد دائم.

لتدمير «داعش» عجز التحالف الدولي عن تحقيق أهدافه بالضربات الجوية وقنابل المدفعية، إلا أنه بعد سبع سنين عجاف، والوصول إلى النظام المالي الدولي لـ«داعش القابضة» سيكون مثل مطاردة «بابلو اسكوبار»، والمرجح أن تستمر المطاردة سبع سنوات مقبلة.

*  د. ظافر محمد العجمي المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة (أمن) الخليج

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية