توقع خبراء ومتابعون أن يكون الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" قد تعرض لضغوط مباشرة وقوية من نظيره الأمريكي "دونالد ترامب"، خلال اللقاء الذي جمعهما، الثلاثاء، بالبيت الأبيض، خلال زيارة الأول إلى واشنطن، وذلك بهدف انتزاع موافقته الكاملة على الخطة الأمريكية للسلام مع الإسرائيليين، والمعروفة باسم "فقة القرن".
وقال الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس، "رامي الخليفة العلي"، في تصريحات لتليفزيون "روسيا اليوم"، الأربعاء، إن واشنطن تعلم أن خطتها للسلام من المفترض أنها تعقدت كثيرا، في ضوء قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة، بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وبالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.
وأضاف أنه، برغم ذلك، قررت الولايات المتحدة المضي قدما في ممارسة ضغوط قوية على مصر ودول عربية أخرى بالمنطقة، من أجل تمرير خطتها للسلام، والقائمة في الأساس على تدمير مسألة عودة اللاجئين، ونسف حل الدولتين.
وتابع أن التعقيدات تزداد بعد نية تل أبيب توسيع رقعة الاحتلال بالضفة الغربية، وضم المستوطنات المقامة عليها للسيادة الإسرائيلية.
وكان أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الأكاديمي المصري "طارق فهمي"، قد قال إن زيارة "السيسي" للبيت الأبيض، "ستشهد مراجعة أخيرة لعملية التسوية الأمريكية في المنطقة" مع "ترامب" وأركان إدارته، مشيرا إلى أن تحسين وتعديل وتغيير بعض بنود الخطة هو ما كانت تفعله الإدارة الأمريكية، خلال جولات مبعوثيها إلى الشرق الأوسط، بحيث تُقبل الخطة عربيا.
ووفق "فهمي"، فإن مصر ترى أن خيار حل الدولتين هو الأنسب، بينما تؤيد الولايات المتحدة دولة واحدة ثنائية القومية ومتعددة الأقطاب والأطياف.
وتعد إدارة "ترامب" خطة سلام تطلق عليها "صفقة القرن"، تقوم على توطين اللاجئين الفلسطينيين بالخارج، وتقديم إغراءات مالية للفلسطينيين، تقدمها دول خليجية، مع عدم إقامة دولة فلسطينية والاكتفاء بمنطقتي حكم ذاتي في غزة ومناطق بالضفة تقدم لها امتيازات استثمارية واقتصادية.
