فتاة تجلس بلامبالاة.. لافتة نسوية جريئة تثير جدلا في باكستان

الأربعاء 10 أبريل 2019 02:04 م

نشرت "BBC" في نسختها العربية قصة شابتين في باكستان أعدتا لافتة لمسيرة يوم المرأة العالمي، لكنهما لم تتخيلا أن تلك اللافتة ستضعهما في قلب جدل واسع في بلدهما؛ إذ لا تزال المرأة تعاني في المجتمعات المحافظة التي تراقب تحركاتها، كما يقول موقع الإذاعة البريطانية.

وبحسب التقرير، فإن الأمر لا يقتصر فقط على باكستان، إذ يمتد ليشمل العديد من الدول الأخرى، ومنها دول عربية.

وتسعى ناشطات نسويات في بعض المجتمعات من أجل التحرر من وصاية الرجل، وتخرج في مسيرات للمطالبة بحقوقهن المختلفة.

 

إلهام اللوحة المثيرة للجدل

ويقول الصحفي "عمار إبراهيم" إن "روميسة لقاني" و"رشيدة شابير حسين" عندما أعدّتا لافتة لمسيرة يوم المرأة العالمي، لم تكن لديهما فكرة أن تلك اللافتة ستضعهما في قلب جدل وطني محتدم.

وقبل المسيرة بيوم، حضرت الطالبتان البالغتان من العمر 22 عاما ورشة في عمل في جامعتهما في مدينة كراتشي حول تصميم اللافتات، وقد أرادتا عمل شيء يجذب الأنظار ويعصف بالأذهان.

وتصادف أن زميلة لهما كانت تجلس بساقيها منفرجتين كجلسة الرجال، وهو ما ألهم الفتاتين بشأن لافتتهما، حيث ترى "روميسة" أن الطريقة التي تجلس بها المرأة طالما كانت قضية تشغل بال المجتمع.

وصمّمت "روميسة" اللافتة مصوّرةً فتاة تجلس فارجة ساقيها بلا مبالاة بينما ترتدي نظارة شمسية.

وقد كتبت صديقتها "رشيدة" الشعار، وأرادت أن تلفت إلى حقيقة أن المرأة "تُطالَب بالجلوس على نحو معين، وبالمشي بطريقة معينة، وبالحديث بأسلوب معين"، بينما ينجو الرجال من هذا التدقيق.

ومن ثم قررت الصديقتان أن يكون الشعار على اللافتة: "أنا أجلس بالشكل الصحيح".

واجهت المسيرات انتقادات من المحافظين وبعض المناصرين لحقوق المرأة على السواء

ومثلت المسيرات النسائية لحظة مهمة بالنسبة للحركة النسوية في باكستان.

 

الأدني في مساواة الجنسين

وعلى الرغم من أن البلاد شهدت مسيرات نسوية صخمة قبل تلك المسيرات، إلا أن هذه، التي حملت اسم "أورات" (المقابل الأوردي لكلمة نساء) تجاوزت الفروق بين الطبقات.

وفي عام 2018، صنف المنتدى الاقتصادي العالمي باكستان كثاني أدنى مرتبة على قائمة تضم 149 دولة فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، ولم تأتِ دونها في هذه القائمة إلا اليمن.

وتعاني النساء في باكستان بشكل منتظم عنفا محليا وإجبارا على الزواج وتحرشا جنسيا، فضلا عن وقوعهن أحيانا ضحايا في جرائم الشرف.

وحملت بعض اللافتات في مسيرات "أورات" دلالات جنسية في طبيعتها، مما أثار ردود فعل غاضبة في بلد محافظ.

وتعزي القائمات على تنظيم المسيرات ذلك إلى حقيقة أنهن تتحدين فكرة أن "الرجال ينبغي أن يكونوا هم مَن يتخذون القرارات بشأن أجسام النساء".

 

صدمة الشارع المحافظ

وتعتقد "روميسة" أن رؤية 7500 امرأة مجتمعات في الشارع قد صدم المحافظين، مضيفة: "القيام بذلك على الطريق بصوت عال قد أزعج الكثيرين ممن يستشعرون تهديدا للإسلام، وإن كنت لا أرى ذلك. وفي اعتقادي أن الإسلام دين مناصر لحقوق المرأة".

وقبل أن تخرج من بيتها للانضمام للمسيرات، كانت صورة اللافتة التي أعدتها روميسة قد حققت انتشارا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال أحد المستخدمين على موقع فيسبوك: "لا أريد هذا النوع من المجتمع لابنتي"؛ بينما قال تعليق آخر: "أنا امرأة لكنني بكل تأكيد لا أشعر بارتياح لذلك. أظهِروا أننا ننتمي لمجتمع إسلامي"؛ وجاء في تعليق ثالث: "كان يوم المرأة. وليس يوم العاهرة".

وقالت امرأة في تغريدة على موقع تويتر: "لا أجد وجاهة في ذُعر الكثيرين من كلمات مكتوبة على لافتة، بينما كان أحرى بهم أن يرفضوا خضوع المرأة في باكستان".

وقال أعضاء في عائلة "روميسة" الكبيرة لأبويها إنهما ينبغي ألا يتركانها تشارك في مسيرات أخرى، وعلى الرغم من تلك الضغوط، دعم والدا روميسة ابنتهما في قرارها المشارَكة في التظاهر.

كما أحدثت مسيرات النساء تلك انقسامات داخل الحركة النسوية في باكستان.

 

خلاف للعادات والتقاليد

على الناحية الأخرى، رأت "كشور نابيد"، الحقوقية النسوية البارزة، أن لافتة "روميسة" و"رشيدة" ولافتات أخرى مشابهة، لم تحترم العادات والتقاليد.

وقالت إن مَن يعتقدون أنهم يؤمنون المزيد من الحقوق مستخدمين أمثال تلك اللافتات هم "مضلّلون، تماما كالجهاديين الذي يعتقدون خطأ أنهم بقتل أبرياء يضمنون مكانا في الجنة".

المصدر | الخليج الجديد + بي بي سي

  كلمات مفتاحية